مع كلّ موسم رمضاني جديد نجد أنفسنا أمام فوضى الأعمال الدرامية التي تكاد لا تحصى عدداً، والمنتشرة على مساحة قنوات فضائية لا تحصى بدورها. كيف يمكننا كمشاهدين أن نتابع بعض تلك المسلسلات؟ بل كيف يمكننا مبدئياً أن نتعرّف الى الأعمال التي ستعرضها شاشاتنا خلال الشهر؟ اللافت هنا أن شهر رمضان لا يفاجئ بموعده أحداً بالطبع، أي أن ما نشكو منه كمشاهدين في كلّ سنة معروف ومن الممكن تداركه: لماذا لا تعدُ كلُ فضائية قائمة بالأعمال التي ستعرضها، ومعها مواعيد عرضها وإعادتها؟ هل نتحدث هنا عن جدول؟ لم لا، ما دام الأمر يتعلّق بالعلاقة مع المشاهد الذي تتوجّه إليه الفضائيات كلّها، والذي تبذل جهودها كلّها من أجل استقطابه وضمان حضوره عندها بالذات. هي مسألة «صغيرة» تعيدنا كلّ مرة إلى موضوع التسويق الإعلامي، والترويج للبرامج، وهي في اعتقادي ليست شأناً عابراً كي يتكرّر كلّ سنة. يزيد أهمية المسألة أن البث الفضائي بطبيعته يتوجه لمشاهدين في أركان الأرض كلّها، ما يعني اختلاف التوقيت بين منطقة وأخرى، وما يستدعي تدقيقاً أكبر في معرفة ساعات البث الرئيسة والإعادات، أي ما يضمن حق المقيمين خارج المنطقة العربية في المتابعة من دون الوقوع في قلق البحث الذي كثيراً ما يستقرُ بعد انقضاء أيام طويلة من شهر الصوم وضياع حلقات متعدّدة. نعرف أن ما ندعو إليه شائك في ازدحام الفضائيات، ولكننا نعني هنا على الأقل، الفضائيات الكبرى والرئيسة، وهي في العادة الأكثر متابعة، والأهم من ذلك أنها هي من تتولى بث الأعمال الدرامية الجديدة التي تعرض للمرة الأولى، وهي كما نعرف قنوات تمتلك مؤهلاتها الإعلامية الناجحة وتستطيع إنجاز برمجة واضحة تضع أمام مشاهديها خريطة بثها الواضحة، التي تساعدهم على اختصار الوقت وعدم إضاعته في الركض اللامجدي بين الشاشات الكثيرة. هي مسألة حضارية تقع في جوهر عمل الإعلام الفضائي، وتفيد في تعزيز العلاقة مع المشاهدين، وضمان استقطابهم لمتابعات مريحة. وهنا بالذات يمكن الخريطة المنشودة أن تبث في الشريط الإخباري وبصورة متواصلة، كما يمكن وضعها في الموقع الإلكتروني للفضائيات.