في مفاجأة من العيار الثقيل في الحملة الرئاسية الأميركية، وصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى المكسيك أمس، في زيارة «على مستوى رئاسي» هي الأولى من نوعها له، التقى خلالها بالرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو الذي كان شبّه نبرة المرشح الجمهوري الانتخابية منذ أشهر، بالزعيمين النازي أدولف هتلر والفاشي بينيتو موسوليني. ترامب الذي أطلق حملته الانتخابية في حزيران (يونيو) 2015 بالهجوم على المكسيك واتهامها بإرسال «تجار مخدرات ومغتصبي نساء» إلى الولاياتالمتحدة، وتعهد بترحيل المهاجرين غير الشرعيين وبناء جدار «كبير وجميل» على الحدود، توجه الى مكسيكو سيتي أمس، في زيارة تسبق خطاباً له حول الهجرة وتعطيه اندفاعة انتخابية وصورة قيادية في هذا الملف الشائك. وكان لقاء الرئيس المكسيكي الأولَ من نوعه لترامب على الساحة الدولية، إذ يشكل تحولاً عن صورة رجل الأعمال وصاحب الصفقات التجارية والعقارية الى «زعيم شعبوي يخوض الانتخابات بنبرة شوفينية». وأتى الإعلان عن الزيارة عبر موقع «تويتر»، حيث كتب ترامب ليل أول من أمس: «قبلت دعوة الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو وأنتظر بفارغ الصبر لقاءه غداً». وأكدت الرئاسة المكسيكية على حسابها الرسمي على «تويتر» اللقاء، وأشارت إلى أن ترامب قبل الدعوة إلى اجتماع خاص مع الرئيس». ووجهت الرئاسة المكسيكية دعوة منذ أسبوع إلى كلينتون وترامب، وقبلها المرشح الجمهوري على الفور، عشية خطابه عن الهجرة في ولاية أريزونا اليوم. ولفتت حملة كلينتون إلى أن المرشحة الديموقراطية التقت نييتو في العام 2014، وأن «ما يهم هو ما يقوم به ترامب للناخبين في أريزونا وليس في المكسيك، وما تعهد به حول ترحيل 16 مليون شخص من بينهم أطفال وأميركيون». وتعكس زيارة ترامب للمكسيك نهجاً جديداً للمرشح الجمهوري الذي يعاني تراجعاً في استطلاعات الرأي. ويعتمد هذا النهج على الانتقال إلى موقع الوسط في أمور الهجرة ومغازلة الأقليات اللاتينية والأفريقية الأميركية والتي سيحتاج ترامب إلى دعمها للفوز في ولايات فلوريدا ونيفادا وأوهايو، الحاسمة في السباق. وهو يعوّل على صورته كمفاوض يملك القدرة على إتمام صفقات كبيرة في ميدان الأعمال كما السياسة، بلقائه مع نييتو. وتبدو المعادلة الأصعب أمام ترامب اليوم هي عامل الوقت والنجاح في اللحاق بكلينتون وتغيير صورته في الأيام ال68 المتبقية للسباق، علماً أن التصويت المبكر يبدأ خلال 3 أسابيع في ولايات أميركية حاسمة. وستكون المناظرات التلفزيونية الثلاث بين المرشحين، محورية لحظوظ ترامب وفرصة أخيرة لقلب المعادلة. وتعقد أول مناظرة في ولاية نيويورك في 26 أيلول (سبتمبر) الجاري، فيما بدأ الفريقان يتدربان على استراتيجية الهجوم فيها. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كلينتون تراجع بشكل منهجي ملفات ودراسات حول القضايا الأهم للناخب والوسيلة الأفضل لحشر ترامب، فيما يعتمد المرشح الجمهوري على مهارته الشخصية بالتواصل مع الناخب والهجوم على كلينتون. ومع بدء أيلول، بدأ العد العكسي لليوم الانتخابي في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والاستعداد لمفاجآت كبيرة، سواء في ملفات الأمن القومي أو الفضائح السياسية لتغيير بوصلة السباق. ويعطي المراقبون كلينتون الحظ الأوفر بالفوز، من دون إغلاق الباب على احتمال فوز ترامب، الذي يجذب حضوراً وحماسة أكبر من كلينتون إلى تجمعاته الانتخابية.