دعا قائد منظمة «تعبئة المستضعفين» (الباسيج) في إيران الجنرال محمد رضا نقدي إلى استبعاد «المرتبطين بقادة الفتنة والمتفائلين بأميركا»، من انتخابات الرئاسة المرتقبة في أيار (مايو) المقبل. ويشير تعبير «قادة الفتنة» في أدبيات المسؤولين الإيرانيين، إلى الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، الخاضعين لإقامة جبرية منذ عام 2011، بعد احتجاجهما على نتائج انتخابات الرئاسة عام 2009. كما يشير إلى الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، بعد تأييده موسوي وكروبي. أما تعبير «المتفائلون بأميركا» فقد يستهدف الرئيس حسن روحاني الذي يدعو إلى انتهاج سياسة انفتاح على العالم، بعد إبرام الاتفاق النووي مع الدول الست، ما يغضب الأصوليين الخائفين من «تغلغل الأعداء» في إيران. واعتبر نقدي أن «الأعداء مرتعبون من اتساع الثورة» الإيرانية، منبّهاً إلى «مؤامرات الأعداء ضد البلاد في الحرب الناعمة». وحضّ على توسيع دور النساء في «الباسيج». وتطرّق إلى انتخابات الرئاسة المقبلة، والتي يُرجّح أن يترشّح فيها روحاني لولاية ثانية، قائلاً: «لا مكان في الانتخابات للمرتبطين بقادة الفتنة، وللمتفائلين بأميركا». في غضون ذلك، دافع حميد بعيدي نجاد، المدير العام لشؤون السياسة والأمن الدولي في وزارة الخارجية الإيرانية، عن عبدالرسول دري أصفهاني الذي كان عضواً في الوفد المشارك في المفاوضات النووية، معتبراً أن إصرار بعضهم على اتهامه بالتجسس، يشكّل «إهانة لأجهزة الاستخبارات الإيرانية». وذكّر بأن أصفهاني الذي أشرف على الجزء المصرفي من المفاوضات، منخرط منذ أكثر من عقدين في مسائل تتصل بنزاعات قانونية دولية. ولفت إلى أن المسؤولين في وزارة الخارجية والوفد النووي لم يؤدوا أي دور في تعيين أعضاء الوفد، ولا يمكن مساءلتهم في شأن التحقّق من هويات عشرات من الخبراء الذين انضموا إلى الوفد، بوصفهم ممثلين عن هيئات مختلفة. وأضاف أن دري أصفهاني انضمّ إلى الوفد المفاوض بناءً على توصيات من مؤسسة مالية ومصرفية، كونه خبيراً يتمتّع بخبرة عقود، في الشؤون القانونية والإدارية. إلى ذلك، أعلن جهاز الاستخبارات التابع ل «الحرس الثوري» الإيراني توقيف شخص يحمل الجنسيتين الإيرانية والأميركية، في محافظة كلستان شمال شرقي البلاد، بسبب «نشاطه ضد الأمن القومي الإيراني». على صعيد آخر، ندّد الجنرال جوزف فوتيل، قائد القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على قوات الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، ب «استفزازات» بحرية «الحرس الثوري» الإيراني، بعد «تحرّشها» بسفن حربية أميركية في الخليج. وقال: «شهدنا في الأيام الأخيرة مزيداً من النشاطات الاستفزازية من الحرس الثوري الإيراني، والسفن التابعة للبحرية (الإيرانية). هذا النوع من التصرّفات مقلق جداً، ونأمل بأن تتصرّف قوات البحرية الإيرانية في طريقة اكثر مهنية». ونبّه إلى أن «التصرّفات التي نراها من الإيرانيين ليست مسؤولة، بل استفزازية وغير آمنة في بعض الحالات، ويمكن أن تقود إلى مواقف قد لا نستطيع ربما ضبطها قبل فوات الأوان». وأشار فوتيل إلى أن 90 في المئة من التصرّفات غير الآمنة مع القوارب الإيرانية، هي مع «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري»، وزاد: «أنا قلق في شأن قادة مارقين لفيلق القدس، يعملون في طريقة استفزازية ويحاولون اختبارنا». وتابع: «الأمر لا يتعلّق بالشعب الإيراني، بل بالنظام ورغبته في مواصلة هذه المسائل التي تذكّي عدم الاستقرار، أو تحاول إثارة عدم استقرار في المنطقة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول عسكري أميركي أن السفن الحربية الأميركية والإيرانية تواجهت أكثر من 300 مرة عام 2015، وأكثر من 250 مرة في النصف الأول من هذه السنة. وأضاف أن 10 في المئة من هذه المواجهات، اعتُبرت غير آمنة وغير مهنية.