قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن باكستان أحرزت تقدماً في محاربة التطرف في الأشهر القليلة الماضية، لكنه دعا إسلام آباد إلى بذل مزيد من الجهد للتصدي للمتشددين الذين يختبئون داخل حدودها، فيما يتصاعد التوتر مع الهند وسط مزيد من العنف في منطقة كشمير المتنازع عليها. وقال كيري في اليوم الثاني من زيارته الهند: «على باكستان بذل مزيد من الجهد للتصدي لجماعات السكان المحليين الضالعين في نشاطات متطرفة». ولفت كيري الى أن الولاياتالمتحدة أوضحت لإسلام آباد أنها بحاجة للتصدي لجماعات مثل «شبكة حقاني» المرتبطة بصلات ب «طالبان» و «جماعة عسكر طيبة» المشتبه في اتخاذهما من باكستان قاعدة لهما لشن هجمات على الهندوأفغانستان. وأضاف: «للإنصاف، الباكستانيون عانوا كثيراً من الإرهاب في بلدهم، علينا جميعاً أن نوفر الدعم والتفهم لمدى صعوبة التعامل مع الأمر خطوة بخطوة». وأضاف دون إسهاب: «أعتقد أن في الأشهر الأخيرة تم إحراز تقدم وأن الباكستانيين يتحركون بوتيرة أكبر». وتتهم الولاياتالمتحدة الاستخبارات الباكستانية بدعم متشددي «شبكة حقاني» والاستعانة بهم لكسب نفوذ في أفغانستان في مواجهة النفوذ الهندي المتزايد هناك. وتنفي باكستان ذلك. وقام الجيش الباكستاني بعمليات عسكرية في منطقة شمال وزيرستان التي يعتقد أن «حقاني» تتخذ منها قاعدة لها. في الوقت ذاته، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الصين والفيليبين إلى الالتزام بقرار محكمة دولية في شأن النزاع في بحر الصينالجنوبي، ورأى أن لا حل عسكرياً للمشكلة. وتأتي تصريحات كيري التي أدلى بها خلال زيارة للهند، قبل قمة مجموعة العشرين التي تعقد في الصين يومي الأحد والإثنين المقبلين. ويقول ديبلوماسيون أن الخلافات حول كل شيء، من النزاعات الإقليمية إلى سياسة الحماية الصينية، يمكن أن تلقي بظلالها على القمة. وقال كيري في كلمة أمام طلاب في نيودلهي: «ما زالت الولاياتالمتحدة تدعو الصين والفيليبين إلى الالتزام بحكم المحكمة الأخير وهو حكم نهائي وملزم بشكل قانوني للطرفين». وتطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصينالجنوبي الذي تمر به تجارة حجمها أكثر من خمسة تريليونات دولار سنوياً. وتزعم أيضاً كل من سلطنة بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام السيادة على أجزاء منه. وتعهدت الصين باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها على بحر الصينالجنوبي وتؤكد أن أعمالها هناك سلمية وبينها استصلاح أراض وبناء قواعد جوية وأرصفة. وتلقي الصين باللوم على الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة مثل اليابان واستراليا في إذكاء التوترات. وليست هناك مطالب إقليمية للولايات المتحدةواليابان في بحر الصينالجنوبي وتقولان أنهما تعطيان الأولية لحرية الملاحة. وقال كيري أن الولاياتالمتحدة دعمت الجهود الديبلوماسية لحل النزاعات الإقليمية التي «ليس لها حل عسكري». وأضاف: «نحن مهتمون أيضاً بعدم إذكاء الصراع وتشجيع الأطراف على حل نزاعاتها ومزاعمها في إطار عملية قانونية وعبر الديبلوماسية». وكررت الولاياتالمتحدةوالهند في بيان مشترك صدر الثلثاء، بعد محادثات أمنية أهمية حرية الملاحة والطيران فوق بحر الصينالجنوبي. وأكدتا أن الدول عليها حل النزاعات بوسائل سلمية «وممارسة ضبط النفس في ما يتعلق بنشاطاتها التي يمكن أن تعقد أو تفاقم من النزاعات مما يؤثر على السلام والاستقرار». ورحبت الفيليبين حليفة الولاياتالمتحدة بحكم المحكمة الصادر في تموز (يوليو) الماضي، ولكنها حريصة على عدم إغضاب الصين. ويقول الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي أنه سيجري محادثات مع الصين في شأن القضية. وسيحضر دوتيرتي قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) الأسبوع المقبل في لاوس والتي سيحضرها أيضاً كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ. وقال ليو تشن مين نائب وزير الخارجية الصيني رداً على سؤال في بكين، ما إذا كان لي سيلتقي بدوتيرتي هناك، أنه لم تتضح بعد أي اجتماعات ثنائية قد تعقد. وأضاف: «بصراحة بعض الدول خارج المنطقة لا تريد للعلاقات بين الصين ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) أن تتطور بسرعة وتصبح وثيقة. بعض الناس والدول يتدخلون بشكل مستمر في تطور علاقات الصين وآسيان».