سلطت الصحف الصينية الصادرة أمس الضوء على زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى الصين، مستعرضة الشراكات الاستراتيجية القائمة بين البلدين. وأشارت الصحف إلى الأسس المتينة في العلاقات بين البلدين، التي أرسى قواعدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عند زيارته الصين بصفته ولياً للعهد في 2014، وزيارة الرئيس الصيني شين جين بينغ إلى المملكة مطلع العام الحالي، والتوقيع حينها على عديد من الاتفاقات التي انعكست على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين. وأكدت أنه مع الزيارة الحالية لولي ولي العهد إلى الصين فإن البلدين يتطلعان إلى تطوير الشراكة الاستراتيجية بينهما، لافتة - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى أن الصين والمملكة تحملان وجهات نظر متطابقة حول القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، وأن هذا سبب لقوة العلاقات بينهما. وقالت إنه منذ أن وافق مجلس الوزراء على مشروع «رؤية المملكة 2030» فإن السعودية تسعى إلى الرخاء الدائم والازدهار بالاعتماد على تنوع مصادر الاقتصاد لديها، إذ إن زيارة ولي ولي العهد إلى الصين هي واحدة من الزيارات للدول الكبرى، التي يتطلع فيها إلى تحقيق أهداف هذه الرؤية بتنوع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط، والاستفادة من الخبرة الصينية. وتناولت الصحف انعقاد منتدى الأعمال السعودي - الصيني أول من أمس على هامش زيارة ولي ولي العهد، بحضور وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، إذ شهد هذا المنتدى التوقيع على ثمانية اتفاقات بين رجال الأعمال، بهدف تعزيز التحالفات التجارية والاستثمارية بين البلدين. واختتمت الصحف الصينية بالقول إن الصين لها علاقة طويلة الأمد مع دول الشرق الأوسط، وعلاقتها مع المملكة في تقدم مستمر. إلى ذلك، أكد الملحق الثقافي السعودي في الصين عبدالوهاب الدماك أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الصين علامة فارقة ومهمة في تاريخ العلاقات البينية ومستقبلها - بإذن الله-. وقال إن الصين أضحت من الدول العالمية الرائدة في الصناعة والتعليم، وثاني أكبر اقتصاد في العالم، فالعلاقات الديبلوماسية بين البلدين بدأت منذ عام 1990، كما أن العلاقات التاريخية والثقافية بين الأمتين تضرب في أعماق التاريخ، منذ طريق الحرير ومنذ وصول البحارة والتجار العرب إلى جنوبالصين في القرن الأول من الميلاد. وأوضح الدماك أنه خلال الأعوام الماضية استطاع البلدان تحقيق الكثير من الإنجازات التنموية عبر الشراكات الاقتصادية والصناعية والتجارية عبر قيادة حكيمة وجهود كبيرة بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين.