سانتا مارتا (كولومبيا) – أ ب، رويترز، أ ف ب - نحّى الرئيسان الكولومبي خوان مانويل سانتوس والفنزويلي هوغو تشافيز الخلافات بين بلديهما، وأقرّا «خريطة طريق» تتضمن استئناف العلاقات الديبلوماسية والتجارية، في محاولة للخروج من دوّامة استمرت سنوات، خصوصاً خلال عهد الرئيس الكولومبي السابق الفارو اوريبي. جاء ذلك خلال قمة استمرت 4 ساعات، عقدها سانتوس وتشافيز في مدينة سانتا كلارا شمال بوغوتا، وفي المنزل حيث توفي سيمون بوليفار (1783-1830)، بطل استقلال أميركا الجنوبية عن المستعمر الاسباني والمثال الأعلى لتشافيز. وتصاعد التوتر بين البلدين منذ أكثر من سنة، إذ قطع تشافيز العلاقات الديبلوماسية مع بوغوتا ونشر قوات على حدودها، بعدما اتهمت حكومة اوريبي كراكاس باستضافة متمردين من «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) على اراضيها. جاء ذلك بعدما جمّد تشافيز العلاقات التجارية مع بوغوتا، بعد توقيع الاخيرة اتفاقاً مع واشنطن سمح للقوات الاميركية باستخدام 7 قواعد عسكرية للجيش الكولومبي، في ما اعتبرته كراكاس استعداداً لغزو اراضيها. وقال سانتوس: «أجرينا حواراً صريحاً، مباشراً وخالصاً، مثلما يحدث في كل العلاقات الطيبة. وخطونا خطوة كبيرة إلى الأمام نحو إعادة الثقة». واضاف: «قررنا أن نطوي الصفحة ونتطلع الى المستقبل». وتحدّث عن وضع «خريطة طريق» لتعزيز العلاقات بين البلدين، لافتاً الى ان «تشافيز جدّد تأكيده انه لن يسمح بوجود مجموعات مسلحة على أراضيه. أعتقد ان هذه خطوة مهمة من أجل ان تكون العلاقات قائمة على اسس صلبة». أما تشافيز فقال: «جئت إلى هنا لنطوي الصفحة. يمكنك أيها الرئيس التعويل على صداقتي ومحبتي وتعاطف فنزويلا بأسرها». واضاف: «قلت ذلك مليون مرة: الحكومة الفنزويلية لا تدعم، ولا تسمح ولن تسمح بوجود ميليشيات او ارهابيين أو مهربي مخدرات». وزاد متوجهاً الى سانتوس: «صدّقني، لم نجد معسكراً واحداً» ل»فارك». وتطرّق تشافيز الى الاتفاق العسكري المُبرم بين بوغوتا وواشنطن، مقراً بأن كولومبيا بلد «سيد» يمكنه توقيع أي اتفاق يريد مع اي بلد يريد. وأضاف: «الامر الوحيد هو انه يجب ألا تشكل أي معاهدة، اعتداءً على سيادة البلد المجاور أو تكون مصدر تهديد له، هذا ما تحدثنا عنه». وأعلن الرئيسان في بيان مشترك انهما «اتفقا على استئناف العلاقات الثنائية، عبر اعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين على قاعدة حوار شفاف ومباشر». وتسهيلاً لتطبيع العلاقات بين البلدين، اتفق الرئيسان على تشكيل خمس لجان ثنائية تُعنى باستئناف العلاقات التجارية والتكامل الاقتصادي والمسائل الاجتماعية الحدودية والتنمية المشتركة للبنى التحتية والامن. وأكدا ان البلدين سيتبادلان «سريعاً» سفيريهما.