توقع «المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين» أن تستقبل ألمانيا ما يصل إلى 300 ألف طالب لجوء العام الحالي، ما يمثل تراجعاً بنسبة الثلث مقارنة بالعام الماضي، عندما بلغت الهجرة مستوى قياسياً في أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال رئيس المكتب فرانك-يورغن وايس في مقابلة مع صحيفة «بيلد ام سونتاغ»: «نستعد لوصول ما بين 250 ألفاً و300 ألف طالب لجوء هذا العام»، مضيفاً انه «يمكننا تأمين خدمات جيدة لما يصل إلى 300 ألف. وإذا كان العدد أكثر، سنقع تحت ضغوط وننتقل إلى وضع أزمة، لكن في أي حال لن نشهد الظروف التي شهدناها العام الماضي». ووصل إلى ألمانيا العام الماضي حوالى 1.1 مليون طالب لجوء، وهو رقم قياسي وضع الإدارة المكلفة طلبات اللجوء تحت ضغط كبير وشكل اختباراً للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل وحكومة الائتلاف التي تقودها. وأدى غلق طريق البلقان وتوقيع اتفاق مثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في آذار (مارس) الماضي، بهدف وقف عمليات العبور غير المنظمة من السواحل التركية إلى الجزر اليونانية، إلى تراجع عدد المهاجرين الوافدين من الشرق الأوسط وأفغانستان. وقال رئيس مكتب الهجرة الألماني إن المكتب أحرز تقدماً في مجال تسجيل طالبي اللجوء، لكنه لن يتمكن على الأرجح من دراسة ال 530 ألف ملف المتبقية، من الآن حتى نهاية العام الحالي. وذكر المسؤول أن اندماج المهاجرين الذين يسمح لهم البقاء في ألمانيا في سوق العمل سيكون عملية «صعبة ومكلفة»، لكنه أبدى تفاؤلاً في شأن آفاق ذلك على الأمد البعيد. وأوضح «يمكننا القيام بذلك»، مستعيداً شعار مركل أثناء أزمة الهجرة. وأضاف: «نجحنا في النهاية في حسن إدارة ما كان سيئاً في بداية الأزمة (قبل عام) والاقتصاد الألماني ولله الحمد جيد بما يكفي لتحمل ذلك». وتبقى الآراء متباينة في شان سياسة مركل، وكانت المستشارة شددت سياستها في مجال الاستقبال منذ بداية العام الحالي لكنها ترفض غلق حدود بلادها أمام اللاجئين، وتؤكد أن ألمانيا، كونها القوة الاقتصادية الأوروبية الأولى، لديها القدرة على تحقيق اندماجهم.