ضمن سلسلة من العمليات الإرهابية المتتالية، التي جعلت من باحات المساجد مسرحاً لها، وبعد أن أحبطت الجهات الأمنية السعودية مساء أول من أمس عملاً وشيكاً، كان يستهدف المصلين في مسجد المصطفى ببلدة أم الحمام في محافظة القطيف وقت صلاة المغرب، إذ لا يعد ذلك المخطط الذي أفشلته اليقظة الأمنية سابقة في تاريخ التنظيم الإرهابي «داعش»، الذي يحفل سجله الدموي بالعديد من العمليات الإرهابية، التي جعلت من دور العبادة والمساجد هدفاً رئيساً لعملياته الانتحارية. والتنظيم الإرهابي الذي اتخذ من انتهاك حرمة المساجد وترويع المصلين «بطولة» يتفاخر بها بين عناصره، استهدف عدداً من المساجد في مختلف مناطق المملكة، إذ بدأ بمحافظات المنطقة الشرقية: الأحساءوالدماموالقطيفوسيهات، وجنوب المملكة في منطقتي عسيرونجران، إضافة إلى عملية استهدفت محافظة جدة، وأخرى استهدفت المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة، فيما أسفرت الحوادث السابقة عن استشهاد 58 شخصاً، فضلاً عن إصابة 185 آخرين، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية المعلنة بين فترة وأخرى. وبدأت سلسلة العمليات الإرهابية في المساجد في بلدة الدالوة بمحافظة الأحساء 2014، عندما بادر ثلاثة أشخاص ملثمين بإطلاق النار من أسلحة رشاشة ومسدسات شخصية باتجاه مواطنين خرجوا من الحسينية، وذلك بعد ترجلهم من سيارة توقفت بالقرب من الموقع، ما نتج منه مقتل سبعة أشخاص وإصابة تسعة آخرين، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة، وفي أيار (مايو) 2015 شهد مسجد في بلدة القديح بمحافظة القطيف حادثة تفجير أثناء أداء صلاة الجمعة، إذ قام أحد الارهابيين بتفجير حزام ناسف، كان يخفيه تحت ملابسه، ما نتج منه مقتله، واستشهاد 22 شخصاً، وإصابة نحو 100 من المصلين، وفي الشهر ذاته أحبط رجال الأمن بالتعاون مع عدد من المواطنين محاولة تفجير، كانت تستهدف المصلين بمسجد الإمام «الحسين» في مدينة الدمام، بعدما اشتبه رجال الأمن في أحد الأشخاص كان يرتدي زياً نسائياً أثناء توجهه للمسجد، ونتج عن ذلك استشهاد 4 أشخاص بعد أن حاولوا منعه، إذ قام بتفجير نفسه بحزام ناسف عند بوابة المسجد أثناء توجه رجال الأمن إليه للتثبت من هويته، وتسبب الانفجار في اشتعال النيران في عدد من السيارات. وفي مطلع آب (أغسطس) 2015، شهد مسجد قوة الطوارئ الخاصة في منطقة عسير تفجيراً من انتحاري أثناء أداء صلاة الظهر، ما نتج منه استشهاد 15 شخصاً، بينهم 12 رجلاً من قوات الطوارئ، وإصابة 33 آخرين. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2015 استهدف إرهابي المارة بجوار مسجد في مدينة سيهات بمحافظة القطيف، وشرع بإطلاق النار عشوائياً على المارة في محيط المسجد، نتج عنه استشهاد 5 مواطنين من المارة، بينهم امرأة. وفي الشهر ذاته بمنطقة نجران، بعد انتهاء المصلين من أداء صلاة المغرب وعند شروعهم في الخروج من مسجد المشهد، أقدم شخص يرتدي حزاماً ناسفاً على الدخول إلى المسجد وتفجير نفسه بينهم، ما نتج منه استشهاد شخصين، وفي أواخر كانون الثاني (يناير) 2016 استهدف تفجير انتحاري بعد صلاة الجمعة مسجداً في حي محاسن أرامكو في محافظة الأحساء، أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص وإصابة 18 من بينهم رجلا أمن، كما شهدت منطقة المحاسن (محافظة الأحساء) هجوماً إرهابياً على مسجد الرضا، راح ضحيته 5 مصلين، وإصابة 18 شخصاً آخرين، اذ كانت الحادثة أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة، ونفذها إرهابيان أحدهما سعودي الجنسية فجر حزامه الناسف، والآخر مصري تم القبض عليه قبل تفجير حزامه الناسف، فيما تولى إطلاق النار على المصلين. وفي تموز (يوليو) الماضي، الذي تزامن مع شهر رمضان المبارك، أقدم التنظيم على تنفيذ أبشع عملياته التي استهدفت أولاً مسجداً في محافظة جدة غرب المملكة، وفي الليلة ذاتها، اشتبه رجال الأمن في أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشّريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار، وعند مبادرتهم في اعتراضه قام بتفجير نفسه بحزام ناسف مما نتج منه مقتله، واستشهاد 4 من رجال الأمن، وإصابة 5 آخرين منهم رجال الأمن، كما وقع في نفس اليوم تفجير إرهابي لاثنين من الانتحارين بالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق مياس في محافظة القطيف.