عليك يا بنيتي أن تمضي صاغرة على الشروط الجديدة التي بدأت بتطبيقها بعض قاعات الأفراح .... امضي على الشروط صاغرة وتجاهلي الدموع التي بدأت تتجمع في عينيك الغارقتين في الحلم، امض على التعهد الذي قد يغتال يوم أحلامك بل ويقتلها قتلاً، بأنك يا عروسة الغد ويا أم المستقبل، ستذعنين صاغرة لكل بنود الفرحة «المشروطة» التي امضيت على بنودها الواضحة، والتي تنص على التزامك الكامل بالحشمة يوم زفافك، تأكدي يا بنيتي أن فستانك ساتر لكل مفاتنك، وتأكدي أنه ليس لباس شهرة، وأنه غير شفاف وأنه... إلخ! امض يا ابنتي على «البند الثاني» بأنك ملتزمة بموعد زفتك إلى عريسك في موعد أقصاه الواحدة ليلاً، وتجاهلي كل الاحتمالات الواردة التي قد تطرأ، والتي قد تأخرك عن الموعد المحدد للزفة، فأنت تعرفين أننا أشد الناس التزاماً بالمواعيد، وسنبدأ التطبيق في يوم زفافك تحديداً، لأن خير البر عاجله! امض يا ابنتي على «البند الثالث» الذي يمنعك من تقبيل عريسك الذي هو زوجك أمام المدعوات، حتى ولو كانت قبلة خاطفة فيا ابنتي لا تضيقي ذرعاً، لأن إيماءة بالرأس أو حتى بالإصبع تكفي! ويا حبذا لو فكرت في الوقوف في الزفة بمفردك لأن دخوله على النساء حتى وهن متنقبات مفسدة كبيرة قد تنتج عنها مقارنات ليست في صالحك أو قد تتمناه إحداهن لنفسها فتبدأ في نسج الشباك حوله ..أو قد قد يدخل معه أخوه أو أبوه ويجدونها فرصة سانحة لاختيار عروس جديدة وبذلك تكوني خربتي أسرتكم وأغضبتي أمك ولا حاجة للصور الجماعية التي تبقى للذكرى العابرة بأنك انضممت الى عائلة جديدة. امض على «البند الرابع» من البنود المطاطية الكثيرة والتي قد تتسع وتضيق، بحسب مراقبات الجودة الشاملة ما يتوقع وجودهن وانتشارهن داخل الصالة لرصد مخالفاتك في يوم زفافك... امض يا ابنتي ولا تجعلي القلق والتوتر والخوف من المجهول الذي يملؤك أصلاً يزداد، فكل ما عليك هو التوقيع على التعهد البسيط، لأن رفضك التوقيع قد يحرمك من حلم حياتك اليوم يا ابنتي! قبل ان تفكري مجرد تفكير في تقليد سندريلا بأن يلبسك عريسك الحذاء الذهبي (كإشارة فقط إشارة) بأنك حلمه المنشود وأميرة قلبه (عليك أن تأخذي موافقة حماتك ووالدتك وعمات عريسك ويا حبذا كل المدعوات على حفل الزفاف تحسباً لضربات قاضية تباغتك انت وعريسك والتي قد لا تجعلك تهنئين باللحظة. وإياك أن تفكري في العرض المرئي إياك ثم إياك حتى لا تزمجر المدعوات ويتركن الفرح غاضبات ولا تسألي نفسك كثيراً لماذا غضبن؟... تأكدي يا بنيتي أنهن لن يخبرنك بالحقيقة وسيتمسكن بأسهل سبب (قد يقُبله المجتمع بأن عادتنا ولا تقاليدنا لا تسمح بذلك) من يستطيع أن يرد عليه؟ قومي بكل هذه الاحترازات وامض يا ابنتي واحلمي بأن يوم زفافك لن تغتاله أيدي سارقي الفرح، واحمدي الله كثيراً بأن التعهد الذي امضيت عليه لن يتضمن البعد عن فستان الزفاف الأبيض لأنه تشبه بالآخرين! واحمدي الله أن التعهد لا يتضمن اجتناب الدبلة ولا كعكة العرس. يا بنيتي... احمدي الله كثيراً بأن فكرة ليلة الفرح نفسها، على رغم كل المخاطر المتوقعة (قائمة حتى الآن) ولا تسألي نفسك كثيراً لماذا يُضرب عريسي بالحذاء ولماذا تغادر المدعوات ليلة زفافي غاضبات لأنه سؤال أحمق وليس له إجابة !! [email protected]