توجه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى تركيا أمس في زيارة مفاجئة وصفت ب «المهمة» لإجراء محادثات في الملف السوري والحرب على «داعش»، وعملية السلام بين أنقرة وحزب «العمال الكردستاني». جاء ذلك، بعد يوم من قبول بارزاني دعوة لزيارة طهران، لم يعلن موعدها، وبالتزامن مع التقارب اللافت بين تركيا والحليفين الروسي والإيراني لرسم «معادلة جديدة» في المنطقة بعد القضاء على تنظيم «داعش». وقال المستشار الإعلامي لبارزاني كفاح محمود ل «الحياة» إن «علاقات كردستان مع أنقرة تحكمها الجيرة والروابط الاقتصادية المتينة، عبر مئات الشركات التركية، وستتم مراجعة هذا الملف، فضلاً عن تطور الحرب على تنظيم داعش في العراق وسورية باعتباره عدواً مشتركاً». وأضاف أن «الإقليم بات يتمتع بأهمية إقليمية وعالمية، خصوصاً في دوره المؤثر في الحرب على داعش، ولا شك فيأنه جزء مهم من أي معادلة يتم رسمها في المنطقة بصرف النظر عن التسميات». ووصفت وسائل إعلام كردية وتركية زيارة بارزاني بأنها «بالغة الأهمية» وتتزامن مع زيارة مماثلة لنائب الرئيس الأميركي جو بايدين ورئيس قائمة «متحدون» أسامة النجيفي. وفيما إذا كان بارزاني سيطرح مسعى الأكراد لإجراء استفتاء على الانفصال عن العراق، قال محمود «لم ترد هذه النقطة في بيان الرئاسة المتعلق بأجندة الزيارة، لكن في النهاية هذا الخيار شأن داخلي يقرره الشعب الكردستاني، وأول طرف ستتم مفاتحته بالأمر ستكون الحكومة الاتحادية في بغداد». وعن زيارة بارزاني إيران، قال إن: «ديبلوماسية الإقليم الناجحة خلقت علاقات متوازنة، خصوصاً مع إيرانوتركيا، فعلاقة اربيل بأنقرة لم تكن على حساب إيران التي لها مصالح اقتصادية مهمة واستثمارات في الإقليم، والتعاون القائم في ضبط الحدود والتجاوزات، لكن الملفات تبقى متشابهة لأن داعش وحد كل الأطراف حتى المتناقضة، ولعل الأميركيين والإيرانيين المختلفين دائماً يتفقون على محاربة التنظيم». وأضاف ان «تغيراً واضحاً يحصل اليوم في الملف السوري ومصير الرئيس بشار الأسد، وهناك إعادة نظر في المواقف لدى الأطراف، كالتغييرات التي حصلت في السياسة الخارجية التركية، ولا شك في أن هذه التغييرات ستكون على أجندة بارزاني سواء في أنقرة أو طهران». وفي ملف مستقبل الموصل والمخاوف من نشوب صراعات محلية وإقليمية قال «أرى أن الموصل ستكون محطة التقاء الأطراف التي تدرج في إطار النزاع على هذه المدينة، لكن تبقى الأطراف الأساسية لرسم مستقبلها كل من واشنطنوبغداد وأربيل، وأجرى وفد أميركي رفيع المستوى ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض محادثات معمقة مع بارزاني». ولمح الى «وجود تفاهم بين الأطراف الثلاثة لمرحلة ما بعد داعش، وربما ستوقع اتفاقات لتحديد دور وحدود كل طرف»، وأكد أن «من مصلحة الأتراك والإيرانيين أن لا يتورطوا كثيراً في هذا الملف، لأن صاحب القرار الأخير هو أبناء محافظة نينوى، وسنكون أمام كارثة خطيرة إن لم يحصل اتفاق أو توافق على مستقبلها بين الأطراف المحلية والدولية المعنية.