دفعت أحوال الطقس في الأسابيع الأخيرة منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، إلى مراجعة توقعاتها للإنتاج العالمي من القمح إلى 651 مليون طنّ في العام الجاري، بدلاً من 676 مليوناً، كانت قدّرتها في حزيران (يونيو) الماضي. وعلى رغم هذه الظروف، إلا أن مشاكل الإنتاج في بعض الدول المصدّرة الرئيسة، «لا تمسّ تَوازن السوق الدولية التي تظهر استقراراً يفوق حالتها خلال أزمة الغذاء العالمية عامي 2007 – 2008». ورأت أن المخاوف من وقوع أزمة غذاء عالمية جديدة «غير مُبرَّرةٍ حالياً». وتتزامن تأكيدات المنظمة مع استمرار الجفاف المُدمِّر للمحاصيل لدى الاتحاد الروسي، مَقروناً بتوقُّعاتٍ لمعدلات إنتاجٍ أدنى في كازاخستان وأوكرانيا، ما يَبعث على مخاوفٍ قوية من تَوافُر العَرض العالمي من محصول القمح الاستراتيجي لموسم هذه السنة وعام 2011. وأشار الاضطراب في أسواق القمح العالمية، الذي اشتدّ في شكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، إلى «الاعتماد العالمي المتزايد على منطقة البحر الأسود كمورِّد لسوق القمح العالمية، باعتبارها إقليماً يتسم بتقلُّب المحصول». وفاقَم الاضطراب السائد «التراجع المتوقع في إنتاج كندا، المُنتج الرئيس والمُصدّر الكبير للقمح إلى السوق العالمية». يُذكر أن أسعار القمح الدولية ارتفعت 50 في المئة منذ حزيران الماضي، ما يثير مخاوف من احتمال «عودة أزمة الغذاء العالمية كما حصل عامي 2007 و2008، لكن إنتاج المحاصيل القياسية خلال عامين مُتعاقبين، أعاد أرصدة المخزون الدولية إلى مستوياتٍ كافية لتغطية توقُّعات عَجز الإنتاج من هذا المحصول الاستراتيجي. كما أن أرصدة المُصدِّرين الرئيسين التقليدية لمحصول القمح، التي تشكِّل الحاجز الدولي الواقي ضدّ أي طوارئ من هذا النوع تَظلُّ بمستوياتٍ كافيةٍ ومأمونة. واستبعدت «فاو» أن «تشكل العوامل الخارجية، منها تأثيرات البيئة والتطوّرات الاقتصادية الكلّية، في أسواق المواد الغذائية الأخرى التي حَرَّكت ارتفاع الأسعار الدولية عامي 2007 و 2008، أي تهديداتٍ إضافية». وفي حال استمرار الجفاف في الاتحاد الروسي، رجّحت «فاو» احتمال أن «تواجِه عمليات الزَرع لموسم الشتاء المقبل مشاكل، وهو موسم ينطوي على نتائج سَلبية كامنة بالنسبة إلى الإنتاج العالمي من محصول القمح الاستراتيجي لهذا العام والعام المقبل». وتُواصل المنظمة رَصد أوضاع الإنتاج والتسويق.