الخرطوم - ا ف ب - منعت السلطات السودانية المنظمات الانسانية من دخول مخيم كلمة الكبير لنازحي دارفور حيث لا يزال الوضع متوترا بعد المعارك التي جرت الاسبوع الماضي بين انصار عملية السلام ومعارضيها كما افاد مصدر في الاممالمتحدة الجمعة. وقال صامويل هندريكس المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في الخرطوم لفرانس برس "لم يسمح لاي منظمة انسانية (وكالات الاممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية) بدخول كلمة وبلال ... الوضع لا يزال خطيرا". واندلعت مواجهات دامية الاسبوع الماضي تخللها تبادل لاطلاق النار في مخيمي كلمة وزالينجي للنازحين في دارفور، بين انصار جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور وهي مجموعة متمردة ترفض اتفاق الدوحة لوقف اطلاق النار، وبين مؤيدين لهذا الاتفاق. وادت المواجهات الى سقوط ثلاثة قتلى في زالينجي، وما بين خمسة وثمانية قتلى في كلمة الذي يعد اكبر مخيم للنازحين في العالم حيث ياوي اكثر من ثمانين الف شخص. ورفض هذا الاسبوع مرتين دخول بعثة تضم عاملين في منظمات انسانية تابعة للامم المتحدة الى مخيم كلمة والى قرية بلال المجاورة التي لجا اليها الكثير من سكان كلمة. واكدت قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور مساء الخميس ان "العاملين الانسانيين ما زالوا في انتظار السماح لهم بدخول المخيم" مشيرة الى ان الوضع لا يزال "متوترا" في مخيم كلمة بعد اسبوع من هذه المعارك. وسقط حوالي ثلاثين قتيلا في مواجهات دامية شهدها هذا المخيم الكبير، الذي يعتبر معقلا لجيش تحرير السودان الذي يتزعمه عبد الواحد نور والذي يعد من المخيمات الاكثر تسييسا في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية منذ سبع سنوات. ونفى محافظ جنوب دارفور عبد الحليم موسى كاشا في اتصال اجرته معه فرانس برس منع المنظمات الانسانية من دخول كلمة لكنه اكد ان الوضع لا يزال متفجرا في هذا المخيم. وقال "كانت هناك طلقات نارية حتى امس (الخميس)" مشيرا الى توافر الاسلحة بكثرة في كلمة. وقال هندريكس "نحاول دخول المخيم لتقييم الوضع" الانساني. من جهة اخرى طلبت السلطات السودانية هذا الاسبوع من جنود قوة حفظ السلام تسليمها خمسة رجال وامراة من سكان كلمة طلبوا حماية هذه القوة التي لم تسلم هؤلاء الاشخاص حتى الان. وادى النزاع في دارفور الى مقتل 300 الف شخص بحسب تقديرات الاممالمتحدة و10 الاف بحسب الخرطوم، والى نزوح 2,7 مليون شخص.