أعلن ناشط سعودي شروعه في تأسيس أول جمعية من نوعها في العالم، تدعى «جمعية تعدد الزوجات»، استقطب لعضويتها أطباء ومهندسين وعلماء شريعة وأساتذة جامعات، بهدف ما قال إنه «الحد من بقاء النساء بلا أزواج (العنوسة)، في بلد تتجاوز فيه من بلغن سن الزواج نحو مليوني أنثى عازبات»، بحسب قوله. وفيما أكد المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أباالخيل عدم وجود جمعية مرخصة باسم «جمعية تعدد الزوجات» كشف مؤسس الجمعية عطاالله العبار ل«الحياة» عن تقديمه طلباً رسمياً لدى الوزارة، موضحاً أنه مايزال في انتظار الحصول على الترخيص، مؤكداً: «نعم قدّمت الطلب، وتم تقييده برقم وتاريخ لدى مقام الوزارة، وبانتظار الترخيص». وكانت الشؤون الاجتماعية هي الجهة المخولة بإصدار تراخيص الجمعيات الأهلية في السعودية، وهي الآن أصبحت وكالة ضمن وزارة العمل، بعد دمجهما قبل أشهر، لتصبح «وزارة العمل والتنمية الاجتماعية». إلى ذلك لفت عطاالله العبار إلى أن فكرة جمعيته (قيد التأسيس) تهدف إلى «تشجيع الرجال على التعدد، وحث النساء على القبول به، بوصفه أحد أهم أسباب القضاء على العنوسة (تأخر سن الزواج)، وبقاء كثير من النساء الأرامل والمطلقات بلا أزواج، فلدينا في المملكة ما يزيد على مليونين بين عوانس وأرامل ومطلقات، وهناك من يقول إنهن أربعة ملايين! هذه الشريحة من المجتمع لها حق على الدولة وعلى الفاعلين بالمجتمع أن يسهموا في إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة». كما تهدف الجمعية، وفق العبار، إلى فتح نافذة إلكترونية للتوفيق بين الراغبين في الزواج، شريطة القبول بالتعدد، لافتاً إلى أنه من منطلق إحساسه بمعاناة تلك الشريحة، وكونه مستشاراً أسرياً «أتلقى عشرات الاتصالات عبر حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، يعرض فيها المتصلون، وخصوصاً النساء، المعاناة الكبيرة التي يعيشونها، ومن هذه الحاجة رأيت أن أحد أهم الحلول هو التعدد». وأضاف: «شاورت كثيرين ممن أثق برأيهم، وبحثت كثيراً في الموضوع، واستخرت الله، ودعوت الجميع للمشاركة في تأسيس هذه الجمعية، وتوفر لدي خلال فترة وجيزة أكثر من مئة عضو، ثمانية في المئة منهم نساء، ووزعت طلبات الانضمام إلى العضوية بين أساتذة جامعات وقضاة وأطباء ومهندسين وطلبة علم شرعي، ومختلف شرائح المجتمع مثلوا غالب مناطق المملكة، ومازلنا نستقبل طلبات العضوية». وأعرب العبار عن ثقته بأن الجهة المختصة في العمل ستوافق على منح جمعيته الترخيص قريباً، وسيعمل على إنشاء مقرها الرئيس في محافظة القريات (شمال السعودية)، وتوزيع مكاتب لها في مناطق المملكة. ولا يخشى رد الفعل الاجتماعي، الذي ربما يرفض مبادرته، وقال: «تلقيت كثيراً من ردود الفعل الإيجابية والمشجعة، وبعض ردود الفعل الغاضبة، وخصوصاً من النساء المتزوجات اللاتي لم يشعرن بمرارة البقاء من دون شريك حياة، ولو أن إحداهن أو بناتهن أو شقيقاتهن كانت ضمن هذه الفئة لتغير الرأي». ويتوقع العبار أن تكون جمعيته الأولى في العالم، إذ قال ل«الحياة» إنه علم أن نشطاء في دول عربية عدة حاولوا القيام بمبادرة مماثلة، إلا أن قوانين محلية أوقفت المبادرة، على حد قوله، مضيفاً: «أما نحن بلد الإسلام وتطبيق الشريعة السمحة فلن نجد صعوبة في الترخيص بإذن الله».