استأنف العراق ضخ النفط الخام من شركة «نفط الشمال» عبر خط أنابيب إقليم كردستان إلى ميناء جيهان في تركيا لأول مرة منذ خمسة شهور، فيما بدأ وزير النفط الجديد جبار لعيبي محادثات مع كردستان لحل الخلاف النفطي بين الطرفين. وقال الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد ل «الحياة»، أن العراق استأنف ضخ الخام من حقول تديرها شركة «نفط الشمال» التابعة للحكومة العراقية، وذلك عبر خط أنابيب إقليم كردستان إلى تركيا، مضيفاً أن نحو 70 ألف برميل يومياً يجرى ضخها عبر خط الأنابيب الذي يمر عبر إقليم كردستان. ويبلغ طول الأنبوب العراقي التركي الناقل للنفط 1048 كيلومتراً وقطره 40 عقدة، ويقوم بنقل النفط الخام من حقول كركوك، بدءاً من محطة الضخ الأولى غرب كركوك وحتى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط. ويُعد هذا الخط من أهم الخطوط الناقلة للنفط الخام العراقي، والذي بدأ العمل به في 1973، وتم توسيعه مرتين في 1983 و1987 حين اكتملت طاقته القصوى البالغة 1.75 مليون برميل يومياً. ويشير قرار استئناف تصدير النفط من كركوك إلى ميناء جيهان التركي إلى تغيير في ملف النفط بين حكومتي بغداد وأربيل، في ظل فشل تطبيق اتفاقهما على تصدير 150 ألف برميل من محافظة كركوك. وكان لعيبي أعلن، في أعقاب موافقة البرلمان أخيراً على تعيينه، إمكانية معالجة المشاكل النفطية مع حكومة إقليم كردستان. وقال مصدر في وزارة النفط العراقية ل «الحياة» أن الوزير الجديد بدأ بالفعل إجراء مشاورات مع وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان، والحكومة المحلية في كركوك التي تطالب بالمزيد من المخصصات المالية لتمويل مشاريع خدمية وصرف رواتب الموظفين. وتنص المادة الأولى من قانون موازنة العراق المالية لعام 2016 على أن الإيرادات المالية من تصدير النفط تحتسب على أساس معدل سعره 45 دولاراً للبرميل الواحد وبمعدل تصدير قدره 3,6 مليون برميل، من ضمنها 300 ألف برميل يومياً من محافظة كركوك. وأعلنت شركة «نفط الشمال» استئناف تصدير الخام من حقولها إلى ميناء جيهان التركي عبر إقليم كردستان بعد توقف دام خمسة أشهر، مبينة أنها تنتج 100 ألف برميل يومياً. وقال مصدر في الشركة أن «الشركة تسلمت توجيهات عليا من وزارة النفط باستئناف ضخ ما معدله 70 ألف برميل، قبل أن يتم رفع الكمية إلى 100 ألف برميل يومياً». وأضاف أن «عمليات الضخ تمت بنجاح إلى ميناء جيهان التركي عبر الخط الممتد في إقليم كردستان». وتدير وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان حقلي «باي حسن» و «هافانا» النفطيين في قضاء الدبس، منذ 17 حزيران (يونيو) 2014، حيث تصل معدلات إنتاجهما إلى أكثر من 185 ألف برميل يومياً بعدما كانت قبل أحداث حزيران 2014، تدار من قبل شركة «نفط الشمال». وكانت قوات «البيشمركة» التابعة لحكومة إقليم كردستان سيطرت على حقول نفط شمال شرق كركوك، بعد أن استعادتها من تنظيم «داعش» عبر معارك عنيفة. وكانت إدارة كركوك قد انتقدت مراراً إيقاف الضخ عبر حقول نفط الشمال التي أثرت في عمل الشركة وتأمين تخصيصات المحافظة.