وضع المسرحي المصري الشاب محمود حفيظة، التجريب نصب عينيه منذ بداياته الأولى في تمثيل أعمال من المسرح العالمي، وعلى رغم صغر سنه إلا أن طاقة الشباب جعلته لا يكتفي بدوره كممثل فقط، فأخرج وصمم الديكور والسينوغرافيا. ويقول حفيظة إنه أسس فرقة «بكرة» وهي تضم شباباً يسعون الى التجديد والتجريب اللذين يعتبرهما هدفه منذ بدء علاقته بالمسرح، وكان يرى أن عروضه الأولى مع فرق مسرحية مثل عرض «جزيرة العمليان» و»الطوق والإسوارة» وغيرهما، لم يكن بينها أي رابط غير رغبته في التجريب إلى جانب أدائه أدواراً من مسرحيات عالمية. ويوضح: «كنا في عروضنا وما زلنا، نحاول أن نجرب الصورة في شكل مختلف، على سبيل المثل... في الديكور تحاول جعل البيت بلا ملامح وتكون ملابس الممثلين غير واقعية وأيضاً طريقة التمثيل». وحول بداياته، يلفت حفيظة الى أنه بدأ القراءة في المسرح والتمثيل وهو طالب في المرحلة الثانوية، وعندما التحق بكلية السياحة في جامعة حلوان انضم الى فرقة «عجبي» ومثّل أول أدواره في مسرحية «جزيرة العميان» إخراج روبير أبو الرضا، وهي عن نص عالمي للكاتب الألماني جون هواتين. ومن ثم شارك في مسرحية «الطوق والإسوارة»، وهي عن نص للكاتب يحيى الطاهر عبدالله. ويضيف أنه شارك بعدها كممثل في عروض «كرنفال الأشباح» و»مهرجان برسبان»، ومن ثم شارك للمرة الأولى في عرض «بكرة» الذي سمى فرقته تيمناً به، وكانت مشاركته في العرض تصميم ديكور وسينوغرافيا . ويشير إلى أن نجاحه في التمثيل والسينوغرافيا وحصوله على جوائز شجعاه على خوض تجربة الإخراج بعرض «أرض لا تنبت الزهور» الذي يستعد للمشاركة به في مهرجان المركز الثقافي الفرنسي ومهرجان الإبداع في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ويشير إلى أن القصة الأصلية كتبها محمود دياب، وهو كاتب مصري تناولها مع 12 شخصية، لكن استكمالاً للتجريب في المسرح فسينفذها بست شخصيات فقط وهي أعضاء فرقة «بكرة» (يوسف الأسدي، نادر الجوهري – عمرو الجندي – باسم لطفي – رحمة سمير – يوسف الجبري). ويتابع حفيظة أن مشاريعه مع التجريب لا تتوقف، فكلما نجح مشروع سعى الى الثاني وهكذا، لذلك هو يعمل لتنفيذ تجربتين جديدتين أولاهما إقامة عرض مسرحي كامل داخل غرفة حيث يكون المشاهدون هم الممثلين أنفسهم، وهذا هو المسرح التفاعلي ومسرح الفرقة في مشروع واحد، وثاني مشاريعه فيديو يستعد له بتقنيات مختلفة ويسعى الى دمج العمل المسرحي بالفيديو. وحول مشاكل المسرحيين في مصر، يقول حفيظة إن أخطرها عدم اهتمام الدولة بهذا القطاع وعدم توفير مسارح وإقفال العديد منها. ويشكو حفيظة من تدخل المحسوبية في الوسط المسرحي، فيصل إلى خشبة المسرح قليلو الموهبة نظراً الى قرابتهم لقيادات العمل المسرحي، فيما يُظلم العديد على رغم موهبتهم. ويضرب مثلاً بأن معهد الفنون المسرحية يقبل 50 طالباً فقط سنوياً، فيما يحرم كثراً من حقهم الطبيعي في الدخول نظراً الى عدم وجود واسطة.