قصف الطيران السوري للمرة الأولى منذ بدء الأزمة، مناطق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، الأمر الذي اعتبرته «وحدات حماية الشعب» الكردية «عداوناً سافراً» وتوعدت بالرد عليه مقابل اعتبار دمشق الغارات رسالة لوقف مشاريع كردية لإقامة فيديرالية بين أقاليم سورية»، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لهدنة لمدة يومين الأسبوع المقبل، الأمر الذي قابلته دول غربية بتشكيك في نيات موسكو. وطالبت في ان تكون الهدنة تحت رقابة جهات انسانية محايدة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس بأن «الطائرات السورية استهدفت الخميس ستة مواقع على الأقل للقوات الكردية في مدينة الحسكة» في شمال شرقي سورية، تتوزع بين ثلاثة حواجز وثلاثة مقار لوحدات حماية الشعب الكردية والشرطة التابعة لها». وقال مراسل لوكالة «فرانس برس» في المدينة انه تمكن من رؤية الطائرات وهي تشن ضربات على مواقع عدة في المدينة التي تشهد منذ ليل أول من أمس معارك عنيفة بين قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة السورية وقوات «أسايش» الكردية على خلفية اتهامات بتنفيذ حملة اعتقالات متبادلة. وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران السوري مواقع تحت سيطرة الأكراد، منذ بدء النزاع الذي تشهده سورية منذ منتصف آذار (مارس) 2011، وفق ما أوضح مصدر أمني سوري و «المرصد». وأضاف ان القصف تجدد بعد ظهر أمس وسط اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح 25 شخصاً بينهم عشرة أطفال. وأكد ناطق باسم الإدارة الذاتية الكردية في شمال سورية تعرض مواقع كردية في المدينة لضربات جوية من القوات النظامية. وأوضح مصدر حكومي في المدينة ل «فرانس برس» أن اجتماعات عقدت بين الطرفين في وقت سابق «لاحتواء التوتر وحل الخلاف سلميّاً، لكن الوحدات الكردية طالبت بحل قوات الدفاع الوطني» في المدينة. وقال إن هذه «الضربات الجوية هي بمثابة رسالة للأكراد للكف عن مطالبات مماثلة من شأنها أن تمس بالسيادة الوطنية». من جهتها، قالت: «وحدات حماية الشعب» الكردية في بيان: «لن نصمت على تلك الهجمات الهمجية السافرة ضد شعبنا وسنقف بحزم لحمايته. كل يد ملطخة بدماء شعبنا ستحاسب على ذلك بكل الوسائل المتاحة والممكنة». وأبدت روسيا الخميس استعدادها لإعلان هدنة انسانية اسبوعية لمدة 48 ساعة «اعتباراً من الأسبوع المقبل» في مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف: «نحن مستعدون لإعلان هذه الهدنة الانسانية اعتباراً من الأسبوع المقبل من أجل إفساح المجال أمام إيصال المساعدات الى سكان حلب». واعتبر ان ذلك يشكل «مشروعاً رائداً» يهدف الى «التأكد من وصول التموين الى المدنيين بكل أمان». وقال كوناشينكوف ان «الموعد والوقت الدقيقين سيحددان بعد تلقي الأممالمتحدة المعلومات حول تحضير القوافل والضمانات من جانب شركائنا الأميركيين بأنها ستنقل بأمان». وهذه الامدادات تتعلق وفق قوله بالأحياء الشرقية في حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل والقسم الغربي الخاضع لسيطرة القوات النظامية عبر استخدام طريقين مختلفين. إحدى القوافل ستنطلق من مدينة غازي عنتاب التركية عبر طريق الكاستيلو وصولاً الى القسم الشرقي من حلب، والثانية ستسلك الطريق شرق المدينة وصولاً الى حندرات ثم طريق الكاستيلو لتبلغ الأحياء الغربية. وكان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا دعا الى هذه الهدنة الانسانية الاسبوعية لمدة 48 ساعة في حلب. وأعلن الخميس عدم تمكن اية قافلة انسانية من دخول المدن المحاصرة منذ شهر بسبب المعارك. وقوبل إعلان روسيا وقف القصف في حلب لمدة 48 ساعة بتشكيك غربي وبتأكيد المطالبة على ضرورة أن تكون الهدنة «تحت إشراف جهات إنسانية محايدة وتؤدي غرضها بإيصال المساعدات من دون معوقات»، وفق ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن. وأكد المصدر نفسه أن «إعلان روسيا مواقف من هذا النوع لن يعفيها من مسؤوليتها عن وقف القصف على حلب وبقية المناطق السورية وممارسة نفوذها على الحكومة السورية كي توقف قصف المدنيين وينهي استخدام الحصار وسيلة حرب». وشدد الديبلوماسي الغربي على أن «الأفعال، لا الأقوال، هي من يحدد جدية روسيا في هذا الإعلان، وهو أمر سنتابعه عن كثب». وجدد الدعوة الى «العودة الى وقف الأعمال القتالية في شكل فعلي وكامل بما يسمح بإيجاد بيئة مواتية لإدخال المساعدات الى كل المحتاجين في حلب وسواها من المناطق السورية، والتمهيد لإعادة إحياء المفاوضات السياسية بين الأطراف السوريين». وأكدت الأممالمتحدة أنها على «اطلاع على الطرح الروسي وننتظر المزيد من التفاصيل حوله». وقال الناطق فرحان حق إن دي مستورا «كان على علم بما أعلنته موسكو، ونحن نأمل بأن يتم تطبيقه بفعالية وبأن يوافق عليه كل الأطراف في النزاع».