محاولة اغتيال أم مجرد مفرقعات ابتهاج؟ بعد ساعات على نشر موقع الكتروني محافظ نبأ إطلاق «قنبلة يدوية» على موكب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في مدينة همدان غرب البلاد أمس، والذي تناقلته وكالات أنباء إيرانية، نفت طهران ذلك عبر وكالة أنبائها الرسمية (إرنا)، وفي حديث أدلى به مصدر رئاسي ل «الحياة»، مؤكدة ان الأمر لا يعدو كونه «مفرقعات» رماها شاب «تعبيراً عن ابتهاجه» بوصول نجاد الى المدينة. وجاء الحادث بعد يومين من قول نجاد ان «الصهاينة الأغبياء جنّدوا مرتزقة لاغتيالي»، وتأكيد الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست ان «للقوى الصهيونية أوامر من دولة (اسرائيل) باغتيال مختلف الشخصيات في العالم الاسلامي»، مضيفاً: «قد يتجرأون على اغتيال شخصيات في العالم الاسلامي فور تمكّنهم من الوصول اليهم، ونجاد هو أحد ألد أعداء ذلك النظام». في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء «فارس» الايرانية بأن طهران حصلت من بيلاروسيا ودولة اخرى لم تحددها، على 4 أنظمة صاروخية روسية الصنع مضادة للطائرات من طراز «أس-300»، على رغم امتناع موسكو عن تنفيذ صفقة في هذا الشأن أبرمها البلدان العام 2007. وأثارت المعلومات المتضاربة التي أوردتها وكالات أنباء ايرانية، حول حادث همدان، بلبلة سارعت طهران الى محاولة احتوائها، إذ أكدت «إرنا» أن «شاباً من همدان بين الحشود الجماهيرية الغفيرة المستقبلة لنجاد، أطلق مفرقعة تعبيراً عن ابتهاجه»، معربة عن «أسفها لأن بعض وسائل الاعلام الداخلية وصف هذه المفرقعة العديمة الخطورة بأنها قنبلة يدوية، ما أدى بدوره الى إثارة غموض». كما انتقدت «وسائل إعلام أجنبية سعت الى استغلال الحادث في مسار أهدافها السيئة». في السياق ذاته، اتهم علي رضا رادان نائب قائد الشرطة الايرانية وسائل إعلام أجنبية بمحاولة استغلال الوضع، لنشر معلومات مغلوطة. وقال: «انها كذبة كبيرة نشرتها وسائل إعلام أجنبية وأرادت إشاعتها». ونفي مصدر رئاسي تحدث ل «الحياة»، تعرّض نجاد لمحاولة اغتيال، فيما نقلت قناة «برس تي في» الايرانية الناطقة بالانكليزية عن مصدر في مكتب الرئيس الايراني نفيه حصول اعتداء. وافادت وكالتا الانباء الطالبية (إيسنا) والعمالية (إيلنا) بأن الانفجار نجم عن «مفرقعة». أما وكالة «مهر» فتحدثت عن «قنبلة صوتية مصنعة منزلياً انفجرت بعيداً من موكب نجاد، ولم تسفر عن اصابات»، مشيرة الى اعتقال «اشخاص للتحقيق معهم»، فيما أفادت وكالة «فارس» بإطلاق قنبلة يدوية على الموكب، قبل ان تغيّر روايتها متحدثة عن مفرقعات أطلقها رجل ابتهاجاً بوصول نجاد، مشيرة الى اعتقاله لتسبّبه في «إزعاج» مستقبلي الرئيس الايراني. جاء ذلك بعدما أورد موقع «خبر اونلاين» المقرّب من رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، أحد أبرز منافسي نجاد في معسكر المحافظين، أن الأخير نجا من محاولة اغتيال، بعد انفجار «قنبلة يدوية قرب عربة كانت تقل صحافيين يرافقون الرئيس» في همدان. وأضاف ان «سيارة نجاد كانت على بعد مئة متر، إلا انه لم يُصب بأذى»، مشيراً الى اعتقال المهاجم. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن شاهد في همدان يُدعى أمين محرابي تأكيده ان الانفجار سببه «مفرقعة أحدثت صوتاً وأطلقت دخاناً قرب مكان وقوفي»، مشيراً الى ان كثراً صوّروا ذلك بواسطة هواتفهم الخليوية. وألقى نجاد خطاباً في المدينة، بثه التلفزيون الايراني مباشرة، ولم يشر فيه الى الحادث، مؤكداً ان «الشعب الايراني لن يرضخ للضغوط ولا يحتاج البضائع الأميركية والغربية». وعلى رغم رفض البيت الابيض، جدد نجاد عرضه اجراء حوار مع نظيره الاميركي باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، «وتقديم حلولنا للمشاكل العالمية وتحديد جذور الجرائم والمشاكل في العالم». وقال ان اوباما «فوّت فرصة العام الماضي لتبادل الوقود (النووي مع ايران). والآن اصبحت هذه الفرصة مطروحة على الطاولة مجدداً، وننصحه بعدم تفويتها». ونسبت «مهر» الى نجاد تحذيره «قادة الدول العربية من مغبة الانسياق وراء الولاياتالمتحدة من اجل اقامة حوار مع الكيان الصهيوني». وقال مخاطباً إياهم: «المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، لماذا تحاولون إذن بيع الشعب الفلسطيني الى اسرائيل، في حين انها تتقهقر ومرشحة للزوال؟». وإذ نفى «مجاهدين خلق» أبرز تنظيم معارض للنظام الايراني في الخارج، أي «صلة» له بالحادث، رأى جيم والش وهو متخصص في العلاقات الايرانية - الاميركية في «معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا»، ان «لإيران مصلحة قوية في محاولة التقليل من شأن هذا الحدث، نظراً الى المشاكل الداخلية بعد الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية العام الماضي».