تابع لبنان امس، اتصالاته الديبلوماسية لتأمين حماية دولية له من اي عدوان اسرائيلي على جيشه وأراضيه، واتصل رئيس الحكومة سعد الحريري بكل من رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني. وتلقى وزير الخارجية علي الشامي اتصالاً هاتفياً من نظيره الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم الصباح قدم فيه تعازيه بالشهداء الذي سقطوا، وأعرب عن استنكار بلاده للاعتداء، وأكد «دعم الكويت للبنان ووقوفها الى جانبه قلباً وقالباً». ووجّه الرئيس اللبناني السابق أمين الجميّل تحية الى الجيش «لوقفته البطولية» وإلى الشعب بأسره «الذي وقف إلى جانبه»، معتبراً أن «الجيش أظهر جاهزية للذود عن الوطن وتقديم الشهداء الذين نجل ونحترم»، مؤكداً أن «الحياد ليس اطلاقاً في الدفاع عن النفس او في النزاع العربي الإسرائيلي». وقال الرئيس السابق للحكومة سليم الحص: «اذ نحيي جيشنا الوطني ونعزي بالشهداء الذين سقطوا، نضع هذا العدوان برسم المجتمع الدولي والدول التي تحمي اسرائيل التي تمتهن انتهاك القرارات الدولية وبخاصة القرار 1701 على مرأى ومسمع من العالم اجمع». واعتبر أن موقف الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله بوضع المقاومة بتصرف الجيش «تعبيراً عن وحدة الصف في التصدي للعدوان الغاشم». وأكد رئيس الهيئة التنفيذية ل«القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «الجيش يختزن ما يكفي من القدرات العسكرية للدفاع عن لبنان، في حال اتيح له المجال للدفاع عنه». واستعجل الحكومة «إعطاء أوامر له بالانتقال الى انتشار عملاني وصرف الموازنات اللازمة لتحقيقه». وذكر جعجع في حديث الى «المركزية» بمقولة ان «الاستراتيجية الدفاعية في لبنان هي الجيش ووجود قرار الدفاع عنده وعند الحكومة». وقال: «بصرف النظر عن الفارق الكبير في موازين القوى بين الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني، حصلت معركة محدودة امس وكانت «بنت ساعتها» وأدت الى مقتل ضابط اسرائيلي وجرح ضابط آخر، واستشهاد رتيبين في الجيش اللبناني. ومن هنا يتبين للجميع كيف يقاتل الجيش اللبناني عندما يقاتل، فيما حاول كثيرون في السنوات الاخيرة تصوير الجيش على انه لا يملك اصابع ليضغط على الزناد. اضافة الى ذلك، وجدنا ان اللبنانيين التفوا جميعاً في الدفاع عن بلادهم فأن تدافع مؤسسة شرعية عن لبنان أمر وأن يدافع حزب لأهداف واسباب اخرى لا علاقة لها بلبنان أمر آخر مختلف تماماً». وقال: «يفترض بالأحزاب اللبنانية التي لا تزال مسلحة ان تكون في إمرة الجيش في شكل مطلق، لذلك اسأل لماذا يريد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان يسابق الجميع دائماً. اعلن انه سيقطع الأيدي الاسرائيلية اذا اعتدت على الجيش. الجيش يستطيع قطعها... فلمَ يصوّرونه وكأنه قاصر دائماً؟». وتابع: «ليس مقبولاً ما قاله السيد نصرالله امس، فالجيش والحكومة هما من يطلب من المقاومة اما المساندة واما عدمها، في انتظار ايجاد الحلول المناسبة على طاولة الحوار لسلاح الحزب». ورأى النائب بطرس حرب ان «في حال اتفاق اللبنانيين على أن الجيش يملك الإمرة في اتخاذ الموقف العسكري الملائم للدفاع عن أرض لبنان، سيكون لبنان بخير». ادانة عربية واجنبية وتواصلت مواقف الادانة العربية والاجنبية لما تعرض له لبنان، وطالبت منظمة المؤتمر الإسلامي مجلس الأمن بإدانة الخروق الإسرائيلية للأراضي اللبنانية. ونبّه الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان الى ان «هذا العدوان الإسرائيلي تصعيد خطير من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة». وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تضامن بلاده مع لبنان في سيادته والدفاع عن أراضيه. وذكرت وكالة «الأنباء القطرية» ان وزير الخارجية القطري اطلع من الحريري في اتصال بينهما على تطورات الاعتداء الإسرائيلي. ودعت الخارجية القطرية «المجتمع الدولي والأمم المتحدة وقوات يونيفيل الى تحمل المسؤولية ووضع حد لمثل هذه التصرفات العدوانية وتطبيق قرار مجلس الأمن تطبيقاً كاملاً، لتفادي أية تداعيات سلبية تؤثر في الأمن والاستقرار في المنطقة». كما دان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية بشدة «العدوان الإسرائيلي الغاشم على الجيش اللبناني»، ووصفه بأنه «يشكل خرقاً للقرار 1701». وأكد «وقوف دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب لبنان وشعبه، وتأييدها مواقف الحكومة اللبنانية، ومساندتها لأي موقف تتخذه بهدف وقف الاعتداءات البربرية واللاإنسانية التي تشنها الآلة العسكرية الإسرائيلية على لبنان». وشدد على أن الأعمال الإسرائيلية «المشينة تمثل تصعيداً خطيراً للوضع في المنطقة، وإسرائيل وحدها تتحمل المسؤولية الكاملة عنه». ودان اليمن الاعتداء الاسرائيلي «السافر على الأراضي اللبنانية»، معتبراً اياه «دليلاً واضحاً على سياسة اسرائيل التي تسعى دائماً لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة». وعبّرت الخارجية الروسية على لسان الناطق باسمها أندريه نيستيرينكو «عن قلقها في شأن الاشتباكات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية»، ودعت «إلى دعم سيادة ووحدة أراضي لبنان»، وحضت «جميع الأطراف على التزام وقف إطلاق النار طبقاً للقرار 1701 وتنفيذ أحكامه الأخرى على أكمل وجه». ودان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال اتصال هاتفي بنظيره اللبناني ميشال سليمان «بشدة العدوان الصهيوني على لبنان»، وقال: «ان هذا الاجراء الصهيوني دليل على عجز ويأس هذا الكيان، وعلى المجتمع الدولي ان يرد سريعاً على هذا العدوان الصارخ». واعتبر ان العدوان دليل على «ان هذا الكيان لا يسعى ابدا وراء السلام والاستقرار والهدوء وينظر الى القضايا من موقف الهيمنة والقوة». واكد الدعم الايراني للبنان «حكومة وشعباً». اما وزير الخارجية منوشهر متقي فقال في كلمة القاها امام «مؤتمر حقوق الانسان من وجهة نظر الاسلام وكرامة الانسان» الذي عقد في طهران: «على القوات الدولية وقائدها تحمل مسؤولياتهم ازاء هذا العدوان لأن مهمتهم هي الحيلولة دون اعتداء الصهاينة، واذا كانت هذه القوات عاجزة عن الوقوف بوجه القوات الصهيونية عليها أن تعلن ذلك كي يتحمل الشعب اللبناني وجيشه ومقاومته مسؤولية الدفاع عن لبنان». وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني ان «الموقف على الحدود بين إسرائيل ولبنان عاد تحت السيطرة، والأمور عادت إلى طبيعتها الظاهرية»، وأكد ذلك خلال إحاطته مجلس النواب بتطورات اشتباكات جنوب لبنان، ولفت الى «توافر معلومات تشير إلى أنّ «حزب الله» عزّز ترسانته الحربية في لبنان وزاد أيضاً من عدد مقاتليه على الأراضي اللبنانية». وأضاف فراتيني ان «حدة الطوق المضروب حول إسرائيل اشتدّت»، ووجه نداءً إلى الأطراف المعنيين في المنطقة، مصر، المملكة السعودية وتركيا، دعاهم فيه إلى «تهدئة الوضع في الشرق الأوسط». اما وزير الدفاع الإيطالي إينياتزيو لا روسا فرأى أن «المواجهات التي جرت تُدلّل على مدى صعوبة المهمات التي تواجهها القوة الدولية المرابطة في الجنوب اللبناني»، وأجرى لا روسّا اتصالات عبر «فيديو» مع العديد من قادة الوحدات الإيطالية العاملة في الخارج، وقال: «نعارض أي شطط أحادي الجانب لكننا نرفض أيضاً ان نظل دوماً أسرى حال من هذا النوع والقيام بمهمة غير محددة الآجال».