أصدرت محكمة في أم درمان، ثاني مدن العاصمة الخرطوم، أمس أحكاماً على 19 شاباً بالجلد 30 جلدة وغرامات تتراوح بين 200 و500 دولار لارتدائهم ملابس نسائية واستخدامهم مساحيق تجميل خلال الاحتفال بعيد ميلاد أحدهم. وقال القاضي الذي ترأس المحكمة إن الشرطة دهمت حفلاً أقامه الشبان التسعة عشر ووجدت المشاركين «يرقصون مثلما ترقص النساء ويرتدون ملابس النساء ويضعون المساحيق ومواد التجميل على وجوههم». وأضاف أن «هناك تسجيلاً مصوراً للحفل»، مشيراً إلى أن «امرأة كانت حاضرة فرّت من المكان». ودان المتهمين ب «انتهاك قواعد الأخلاق العامة وارتداء أزياء فاضحة والتشبه بالنساء». وحاول المتهمون إخفاء وجوههم من نحو 200 شخص كانوا يشاهدونهم أثناء الجلد فور إصدار الأحكام عليهم، ولم يحضر معهم محامون، كما لم يدافعوا عن أنفسهم. ونقلت وكالة «رويترز» عن محامٍ حضر الجلسة رفض كشف اسمه أن المحامين يخشون قبول الدفاع في مثل هذه القضايا. وأضاف: «هؤلاء الأشخاص لم يحصلوا على فرصة للعدالة. الرأي العام ووسائل الإعلام أصدرت أحكاماً مسبقة عليهم والمحامون خائفون لدرجة لم تمكنهم من حضور المحاكمة للدفاع عنهم». وكانت صحف محلية في الخرطوم ذكرت أن الحفل أقيم للاحتفال بزفاف لمثليي الجنس، ما جعله موضوعاً للنقاش في أنحاء المجتمع المحافظ كافة، لكن المحكمة لم تشر إلى أي حفل زفاف. وقال رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في معرض تعليقه على المحاكمة إنه لن يسمح للمثليين بأن يبقوا في الجنوب في حال انفصل وقرر قيام دولة جديدة. وشدد على أن «الشذوذ ليس من خصائص السودانيين وأي شخص يريد أن يستورد مثل هذا السلوك إلينا سيكون مرفوضاً من قبل الجميع». وتعهد «المساواة والحرية للجميع إلا للشاذين الذين ينبذهم كل المجتمع»، مشيراً إلى أن «مسألة الشذوذ خط أحمر في أفريقيا، وهناك دول كثيرة أصدرت تشريعات تجعل ممارسته جريمة يعاقب عليها القانون».