جاءت ردود فعل الخبراء والمسؤولين الألمان على كشف المكتب الإحصائي المركزي في فيسبادن أمس، عن تسجيل تراجع قياسي في الناتج المحلي القائم منذ بدء المقارنات الإحصائية الدورية عام1970، لتعكس مجدداً وجود اختلافات جوهرية بين المحللين الماليين والاقتصاديين في البلاد. وتوقعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، «مواجهة طويلة للتغلب على الركود تتجاوز سنة 2010». وعلى رغم اعتبارها تمثل الطرف العامل على إشاعة الأمل في قرب تجاوز الامتحان الصعب الذي تمر فيه البلاد، أوضحت أمس أنها لا تنتظر مثل البعض أن «يحقق نمو الاقتصاد الألماني نهاية السنة المقبلة معدل النمو المحقق عام 2008 ، أي 1.6 في المئة». ولفتت إلى أن «القليل من المؤشرات يدل إلى أن ذلك ممكناً». ورأت أن التراجع السالب في النمو «سيصل قريباً إلى قعره النهائي»، مرجحة تحسن الناتج المحلي القائم «في شكل بطيء جداً على عكس هبوطه السريع». وكشفت أن الحكومة «تفكر الآن في كيفية تقديم دعم إضافي للنمو»، في إشارة أولى إلى تراجعها عن رفض إقرار خطة دعم ثالثة للنمو أو خفض الضرائب كما يطالب البعض، وما لا يلقى تجاوب حليفها الرئيس في الحكم الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وكانت الحكومة أقرت الأربعاء الماضي مشروع قانون «باد بنكز» لإنقاذ المصارف من أسهمها المسمومة. ولم يرَ رئيس البنك المركزي الألماني أكسل فيبر بعد، أية نهاية للأزمة الاقتصادية في بلده، كما استبعد «تسجيل معدلات نمو إيجابية قبل النصف الثاني من 2010». وبعدما توقع عدم حصول أي تحول اقتصادي إيجابي من دون إعادة الاستقرار إلى الأسواق المالية الدولية»، أشار إلى أن «التحسن الحاصل على مستوى الإقراض المصرفي الداخلي وفي بورصات الأسهم مفرح»، لكنه «مجرد ومضات لا إشارات موثوقة على أن الاقتصاد العالمي يخرج من حفرته». وعلى خلاف التوقعات المتباينة، أعلن معهد البحوث الألماني «إيفو»، أن مؤشر أجواء الشركات العاملة في منطقة اليورو الأوروبية «ارتفع مطلع هذا الربيع للمرة الأولى منذ سنة ونصف السنة، من 45.8 نقطة مطلع السنة إلى 55.1 في المئة مطلع الشهر الماضي، ودلَّ على أن الشهور الستة المقبلة «ستؤمن استقراراً في الأعمال». ولفت رئيس المعهد هانس فرنر زن، إلى أن توقعات غالبية الخبراء الذين استطلع آراءهم، ينتظرون «تحسناً في دول منطقة اليورو باستثناء اليونان». وأكد أن انتعاش الاقتصاد في منطقة اليورو «حاسم جداً بالنسبة إلى اقتصاد ألمانيا المعتمد على الصادرات، لأن نصفها يُصدّر إلى هذه المنطقة».