استدعت باكستان أمس، سفير بريطانيا لديها آدم تومسون، بعدما رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون التراجع عن اتهامه إسلام آباد ب «تصدير الإرهاب»، في وقت زادت مطالبات سياسيين وفاعليات باكستانية بإلغاء زيارة الرئيس آصف علي زرداري لندن التي ينتقل إليها من باريس حيث باشر أمس محادثات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي تتناول شؤون أفغانستان ومكافحة الإرهاب. وبعد المحادثات، صرح زرداري ان فرنسا «تعتبر باكستان شريكا مسؤولا»، مشيراً الى ان ساركوزي الذي لم يدل باي تصريح، سيقوم بزيارة رسمية لباكستان في وقت لاحق من هذا العام. وفي إسلام آباد أعلنت مصادر رسمية أن «وزير الخارجية شاه محمود قرشي ابلغ السفير البريطاني أن الإرهاب مشكلة عالمية يجب أن تعالجها كل الدول بروح التعاون، وليس تحميل بلد واحد مسؤوليتها». ونقلت عن قرشي تأكيده أن «باكستان ضحية للإرهاب، ولا يمكن إنكار الجهود التي تبذلها في مواجهة التطرف»، علماً أن حركة «طالبان باكستان» نفذت نحو 400 اعتداء خلال السنوات الثلاث الأخيرة في أنحاء البلاد، ما أسفر عن سقوط حوالى 3500 قتيل، وينفذ الجيش منذ صيف العام الماضي، حملات واسعة ضد الحركة في مناطق القبائل (شمال غرب). وكرر السفير تومسون تصريحات كامرون التي شددت على رغبة بريطانيا في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع باكستان، فيما أكدت ناطقة باسم رئاسة الوزراء البريطانية تمسك كامرون بتصريحاته، مع اعترافه بأن إسلام آباد «تتحرك ضد التطرف». وفي ظل الاستياء الشعبي الباكستاني من تصريحات كامرون ضد إسلام آباد خلال زيارته الهند الأسبوع الماضي، وصف زعيم حركة «العدل والإنصاف» الباكستانية عمران خان إصرار الرئيس زرداري على المضي قدماً في زيارته المبرمجة للندن بأنه «لا مبالاة من زرداري بالمطالب الشعبية، وتعريض لمصالح باكستان للخطر وجعلها أضحوكة بين الأمم». وفي تصريحات الى «الحياة»، اتهم عمران خان القيادة الباكستانية بالاهتمام بمصالحها وقاعدتها الحزبية «على حساب الشعب»، معتبراً أن زيارة زرداري لندن كان يجب إلغاؤها ولو لم يدلِ رئيس الوزراء البريطاني بتصريحاته، في ظل مواجهة البلاد كارثة الفيضانات الأكبر في تاريخها والتي تجاوز عدد ضحاياها 1500 قتيل، والحقت اضراراً بأكثر من 2.5 مليون نسمة. وأكد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف رفضه زيارة زرداري لندن، خصوصاً بعدما ألغى مدير الاستخبارات العسكرية الجنرال شجاع باشا محادثات مع مسؤولين في العاصمة البريطانية. على صعيد آخر، زاد التوتر في مدينة كراتشي بعد مقتل حيدر رضا، عضو البرلمان الإقليمي عن حركة «المهاجرين» القومية المتحالفة مع «حزب الشعب» في الإقليم والحكومة المركزية. وأعلنت الشرطة أن مسلحين تقلهم دراجات نارية أطلقوا النار على رضا وحارسه في منطقة تعد أحد معاقل الحركة، علماً أن اغتياله تلى موجة اغتيالات في المدينة خلال أسبوع، استهدفت ناشطين في الحركة بمعدل عشرة اعتداءات يومياً. وتتهم الحركة جناح «حقيقي» المنشق عنها وأجنحة داخل «حزب الشعب» الحاكم بالوقوف وراء عمليات الاغتيال، بينما تحمل قادة «حزب الشعب» والجناح المنشق بقيادة زعيم الحركة المنفي ألطاف حسين، مسؤولية الاغتيالات بعد ازدياد التذمر داخل «حركة المهاجرين» من سياسات حسين.