تعكف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالعمل على مشروع تطوير مدينة عكاظ بالطائف الذي يندرج ضمن مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني، الذي أقره مجلس الوزراء لتطوير عدد من الوجهات السياحية، حيث خُصصت موازنة للمشروع بلغت 775 مليون ريال، لتطوير المرحلة الأولى، منها 220 مليون ريال لإنشاء مشاريع الهيئة، منها 555 مليون ريال قدرت لإنشاء البنية الأساسية داخل وخارج الموقع، وبمشاركة من القطاع الخاص في التطوير بنحو 1291 مليون ريال، وبذلك يصل حجم الاستثمار المتوقع في المرحلة الأولى إلى نحو بليوني ريال. وسيجذب مشروع تطوير مدينة عكاظ أكثر من 260 ألف سائح سنوياً، مع أثر في الناتج المحلي الإجمالي يصل إلى 294 مليون ريال، وتوفير أكثر من 4400 وظيفة إضافية مستحدثة، وبناء حوالى 1250 غرفة فندقية و130 وحدة سكنية. وتسعى الهيئة من خلال هذا المشروع إلى تطوير أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة في محافظة الطائف، لجذب الزوار الداخليين من مختلف مستويات الدخل وسياح دول مجلس التعاون وزوار الأغراض الدينية وزوار الأعمال والطلاب، وتهدف الهيئة إلى تحويل مدينة عكاظ إلى مركز للأعمال في مدينة الطائف الجديدة والعمل على تيسير الوصول إلى المنطقة من خلال مطار الطائف الجديد، بوابة ثانية لمكةالمكرمة، وإضافة اختيارات ترفيهية جديدة في منطقة الطائف، حيث تتميز الطائف بتاريخ عريق، باعتبارها مصيفاً تاريخياً للمملكة. وستقدم مدينة عكاظ مجموعة من المرافق والمزايا التي ستجعل منها مركز جذب ثقافي للأعمال والترفيه والضيافة ووجهة تجذب الزوار على مدار العام، حيث سيتم خلال المرحلة الأولى تشييد مركز للأعمال تنظم فيه فعالياتها ومؤتمراتها ومرافق عالية الجودة تشمل فنادق وأندية ترفيهية وفعاليات وبناء المتحف التفاعلي والمعارض الفنية والحديقة النباتية ومركز الحرف اليدوية ومساحات مكتبية وواحة ثقافية وتراثية وأندية الفروسية. كما سيتم إنشاء أكاديمية ملكية للشعر العربي تهدف إلى التثقيف المستمر من خلال أنشطة ومهرجانات وفعاليات ثقافية ومعارض شعرية ومسرحية طوال السنة تجذب الطلاب من داخل وخارج المملكة، مع توفير مواقع للعائلات تشمل متاحف رباعية الأبعاد ومتاحف تفاعلية تركز على التعلم بالترفيه وورش أعمال. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أكد في تصريح صحافي بعد اختتام حفلة افتتاح سوق عكاظ أن اعتماد برنامج التحول الوطني لمشروع مدينة عكاظ يأتي امتداداً لما قامت به الهيئة من جهود في تأهيل وتطوير هذا الموقع. مشيراً إلى أن مبادرة الهيئة بتطوير مدينة عكاظ بالشراكة مع إمارة منطقة مكةالمكرمة وشركائها في القطاعين العام والخاص تعود لما لهذا الموقع من أهمية تاريخية، كونه أهم أسواق العرب القديمة، وارتبط اسمه بالنشاط الثقافي والاقتصادي، وهي السوق التي زارها النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وبقيت معالمها محفوظة حتى يومنا هذا، حيث كانت السوق وماتزال رمزاً للتراث العربي، وتخضع السوق حالياً لدراسات أثرية وتنقيبات في أجزاء واسعة منها بعد أن أظهرت المسوحات الأولية أنها من المواقع الغنية بالآثار. وأوضح رئيس الهيئة أن المشاريع التي تضمنتها مبادرة تطوير مدينة عكاظ تنوعت ما بين إنشاء أكاديمية الشعر العربي، ومتحف تفاعلي، وتطوير جادة عكاظ التراثية، واستحداث جادة المستقبل تكمل الأبعاد التي كانت تمثلها السوق قديماً بوصفها مكاناً لتقديم الجديد من الأفكار والمنتجات، وإنشاء مخيم بيئي. وأفاد بأن الهيئة تسعى في كل المشاريع التي تقوم بها إلى إشراك القطاع الخاص في التنمية، إضافة إلى القطاع الحكومي، لذلك يجري استكمال عملية التهيئة لطرح حقائب استثمارية للقطاع الخاص للعمل على مشاريع عدة في المدينة، منها إنشاء دور للإيواء السياحي تتنوع ما بين فندق تراثي، وشقق فندقية، إضافة إلى نزل ومخيمات بيئية، مضيفاً أن تحول المدينة إلى وجهة سياحية جاذبة سيحث المستثمرين على توفير محال تقديم الخدمات والتجزئة والمطاعم والمقاهي، وكذلك مركز إبداعي حرفي، وقرية تسوق، وأيضاً سوق تراثية، مع سوق مفتوحة.