دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان «القادة السياسيين وقادة الرأي الى الالتزام بنهج التهدئة الإعلامية والسياسية ومنطق الحوار والابتعاد عن استعمال لغة التخوين والتحريض السياسي أو المذهبي». وشدد على أنه «ليست هناك من مشكلة عصية على الحل إذا خلصت النيات وتوافرت الإرادة السياسية لحلها». واستعاد سليمان في خطاب شامل ألقاه صباح أمس لمناسبة العيد ال65 لتأسيس الجيش اللبناني، عبارات حرفية من البيان الرئاسي لأعمال القمة الثلاثية السعودية – السورية - اللبنانية التي عُقدت في بيروت الجمعة الماضي اثناء الزيارة المشتركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد، فدعا الى «عدم اللجوء الى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة فئوية، والاحتكام الى الشرعية والمؤسسات الدستورية إذا ما طرأ من خلافات، أياً كانت هذه الخلافات وتحت أي ظرف كان، بما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية». وإذ حضر الاحتفال بعيد الجيش، امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى جانب سليمان، ورئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري، فإن الرئيس اللبناني استعاد ايضاً عبارات من نصائح الضيف القطري الى اللبنانيين في الخطاب الذي ألقاه أول من امس خلال زيارته الجنوب. ودعا سليمان المواطنين الى أي طائفة أو مذهب أو معتقد انتموا ألا يستمعوا إلا إلى صوت الحكمة والعقل وألاّ ينجرّوا الى أي شكل من اشكال الاستفزاز أو العنف وأن يفوتوا على العدو الإسرائيلي فرصة الابتهاج بضعف جبهتنا الداخلية وبأي انقسام أو تشرذم». وشدد سليمان على ان «الحفاظ على السلم الأهلي أمانة في أعناق جميع القوى السياسية التي لا بد لها من ان تعي دقة المرحلة وأهمية الأخطار التي تتهددنا». وفيما يترقب الوسط السياسي مدى التزام الفرقاء اللبنانيين بدعوة القمة الثلاثية الى التهدئة، مدد أمير قطر إقامته في لبنان، بعد انتهاء برنامج زيارته الرسمية ظهر أمس. وهو كان اجتمع ليل أول من امس مع الرئيس الحريري في منزل الأخير، إثر مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه، ثم التقى في مقر إقامته رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وزار الشيخ حمد مساء امس برفقة عائلته رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الذي استقبله بحضور أفراد عائلته. ووصفت الزيارة بأنها عائلية ودامت أكثر من ساعة. وانتقل بعدها الضيف القطري الى بلدة عمشيت مسقط الرئيس سليمان حيث تناول العشاء فيها بدعوة من الرئيس اللبناني في لقاء عائلي. على صعيد آخر قال زعيم «التيار الوطني الحر» العماد عون في كلمة له أثناء زيارته منطقة كسروان ان الجيش اللبناني يبقى الحاضن الوحيد للوحدة الوطنية «مع تقديرنا ومحبتنا ودعمنا للمقاومة التي هي ضرورة في الظروف الحاضرة». وأشار الى ان «موازين القوى فرضت وجود مقاومة تدافع عن الحدود». واعتبر عون انه «لا يمكن للمحكمة الدولية ان تصدر قراراً ظنياً قبل معرفة حقيقة الشهود الزور». وسأل عون: «لماذا حصروا التحقيق (في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري) بالدائرة اللبنانية وبشهود سوريين ولماذا هناك حرم على ان يستدعى الجواسيس (لإسرائيل) وأن يُسألوا عن علاقاتهم واتصالاتهم. وقال عون: «نحن نشكر كل سعي عربي ودولي لمساعدتنا في إظهار الحقيقة ولكن ليس لإلباس الجريمة للأبرياء أو لأناس آخرين...».