أشاد السفير التركي في السعودية يونس دميرار برد فعل السعودية الرسمي وتضامنها القوى والكبير مع الشرعية والديموقراطية في بلاده على خلفية الانقلاب الفاشل، الذي أحبط الشهر الماضي، معبراً في الوقت نفسه عن فرحته بالتضامن، مشيراً إلى أن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شدد في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه مع الشرعية والحكومة المنتخبة في تركيا». وأكد دميرار في حوار مع «الحياة» أنه لا يوجد أي من الانقلابيين الأتراك في المملكة، مشيراً إلى أن السعودية قامت بتسليم ملحق عسكري في سفارة تركيا بالكويت أثناء مروره في أراضيها في مدينة الدمام بناء على طلب من الحكومة التركية. (للمزيد) وأوضح أن اتساع حملة الاعتقال التي طاولت الكثيرين وفي عدد كبير من القطاعات بينها الجيش والشرطة والعدل والتعليم، يعود إلى تغلغل جماعة المعارض «غولن» في مفاصل الدولة منذ 1980، وخصوصاً في الشرطة والجيش، وكانت لهم مؤامرات ومحاولات سابقة عدة، مشيراً إلى أن الحكومة التركية قدمت الوثائق والأدلة كافة التي تدين «غولن» في محاولة الانقلاب الفاشلة، وطلبت من أميركا تسليمه، مبيناً إلى أن عدم تسليم «غولن» سيؤثر في العلاقات التركية - الأميركية. إلا أنه لم ينف العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بلاده بواشنطن، فيما أشار إلى أنه لا يوجد أي تعارض بينها وبين العلاقات مع روسيا، التي يرى أنها تتمتع بعلاقات قبل حدوث الانقلاب الفاشل. وتناول السفير التركي استراتيجية ما بعد الانقلاب، مؤكداً أن سياسة تركيا الإقليمية لن تتغير، خصوصاً في ما يتعلق بمواقفها من ملفات المنطقة، وأنها لن تغير استراتيجيتها في ما يخص الملف السوري واليمني والعراقي. وأشار إلى أن ظهور الرئيس رجب طيب أردوغان بعد انتهاء الانقلاب وسط الحشود وهو يشير برمز «الأصابع الأربعة»، الذي أثار جدلاً في الأوساط السعودية والمصرية على حد سواء، لا يعني ما يقصد منه جماعة الإخوان المسلمين، وقال: «هذا الرمز يشير إلى أمر آخر في تركيا وليس بالمعنى ذاته المستخدم في مصر، فهنالك اختلاف في المعنى بين البلدين، واستخدمه في تركيا مختلف، ويعني دولة واحدة علم واحد وشعب واحد ووطن واحد، لذا فإن الرئيس التركي استخدمه وأشار بأصابعه الأربعة إلى هذه النقاط الأربع (الدولة والعلم والشعب والوطن الواحد)».