طهران، واشنطن - أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» - اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني ان لطهران «نفوذاً» في الشرق الأوسط، لكنها لا تسعى من خلاله الى «إقامة امبراطورية»، فيما اتهم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الغرب بمحاولة «إغلاق كل مسارات التفاهم والديبلوماسية وتوتير الأجواء». وقال لاريجاني ان «ايران تملك فكراً اسلامياً اصيلاً وحركة ثورية، وليست في وارد ان تجمع من يدور في فلكها»، مضيفاً ان لطهران «نفوذاً في المنطقة، لكنه ليس نفوذاً من اجل اقامة امبراطورية». ورأى ان «اميركا غاضبة لامتلاكنا التكنولوجيا النووية، لذلك تزعم ان ايران تسعى الى الحصول على سلاح نووي، ولا تشير الى الكيان الصهيوني الذي يملك ترسانة من الأسلحه الذرية». أما رفسنجاني فقال: «ينتابنا شعور بأن الغربيين، بما في ذلك أميركا وأوروبا وبعض دول هذا المعسكر ومن سايرهم، يسعون الى التوتير والتصعيد في قضايا العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، ويتبنون في تعاملهم مع (الملف النووي الإيراني) نهجاً غير مبدئي يتسم بنوع من العناد». ورأى خلال جلسة للمجلس، أنهم «يسعون الى إغلاق كل مسارات التفاهم والديبلوماسية ويواصلون النهج العدائي، على رغم إعلان ايران استعدادها لإجراء محادثات من دون شروط مسبقة، ويختلقون الذرائع من دون مبرر لتوتير الأجواء». ودعا «المسؤولين في البلاد الى ضبط النفس وسعة الصدر من أجل تخطي هذه المرحلة»، معرباً عن اعتقاده بأن «إيران ستتفوق على الظروف الحالية». في غضون ذلك، تحدث الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس الأركان الإيراني عن «مخطط اميركي - صهيوني خفي للقيام بأعمال شريرة، خصوصاً في البحار، ثم توجيه الاتهام لآخرين». وقال ان «مشروع قرار الكونغرس الأميركي الرقم 1553 الذي يمنح الكيان الصهيوني ضوءاً اخضر لمواجهة ايران، يُعتبر جزءاً من سناريو الحرب النفسية التي أعدتها الولاياتالمتحدة للتأثير على ايران». الى ذلك، اعلن قائد ميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي «تأسيس 7 آلاف قاعدة للباسيج في ايران خلال هذا العام»، مشدداً على ضرورة ان «تشارك الباسيج في ادارة البلاد وتقدم آليات وبرامج». من جهة أخرى، أعلن حسين نقريكار شيرازي نائب وزير النفط الإيراني ان الصين استثمرت نحو 40 بليون دولار في قطاع النفط والغاز في ايران. وقال ان «الصين تشارك في عدد متزايد من المشاريع بقيمة 29 بليون دولار، وفي مشاريع اخرى بقيمة 10 بلايين دولار لبناء مصانع للبتروكيماويات ومصاف». وباتت الصين عام 2009 الشريك التجاري الأول لإيران، اذ بلغت قيمة مبادلاتها 21,2 بليون دولار، في مقابل 14,4 بليون دولار قبل 3 سنوات، بسبب انسحاب شركات غربية بضغط من حكوماتها، استجابة للعقوبات على طهران. وفي واشنطن، دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما طهران الى «الإفراج فوراً» عن الأميركيين الثلاثة الذين تعتقلهم منذ تموز (يوليو) 2009، مؤكداً انهم لم يعملوا ابداً لحساب الإدارة الأميركية ولم يرتكبوا «اي جريمة مطلقاً». وقال في الذكرى السنوية الأولى لاحتجاز شاين باور (27 سنة) وساره شورد (31 سنة) وجوش فتال (27 سنة): «لم يكن لديهم اي خلاف ابداً مع الحكومة الإيرانية، ويكنون احتراماً كبيراً للشعب الإيراني». وأضاف ان «توقيفهم غير العادل لا علاقة له بالمسائل التي تشكل موضوع خلاف بين الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية من جهة، والحكومة الإيرانية من جهة اخرى». وزاد: «اريد ان اكون واضحاً في شكل كامل: سارة وشين وجوش لم يعملوا قطّ لحساب الادارة الاميركية. انهم مجرد شبان منفتحين ومغامرين يمثلون أفضل ما في الولاياتالمتحدة والروح الانسانية». وفي نيويورك، تظاهر حوالى 50 شخصاً، من بينهم امهات الأميركيين المعتقلين، امام مقر البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة، مطالبين بالإفراج عنهم. وتحدثت سيندي هيكي والدة باور عن اعتقال «سياسي» و «ظالم»، فيما اكدت لورا فتال والدة جوش ان «التوتر النفسي والذهني الذي يصيب ابنها ورفيقيه، رهيب». أما رئيس «منظمة العفو الدولية» في الشرق الاوسط مالكولم سمارت فأعرب عن «خشيته من ان تكون جنسيتهم (الاميركية) هي السبب الوحيد لاعتقالهم. اذا كان هذا صحيحاً، يجب اطلاقهم فوراً والسماح لهم بمغادرة ايران». واتُهم الثلاثة بالتجسس، بعد دخولهم الأراضي الإيرانية من كردستان العراق في شكل غير شرعي.