رجحت أوساط سياسية إسرائيلية أن يحاول الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أن يؤجل «قدر استطاعته» اتخاذ القرار النهائي في شأن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، على رغم الضوء الأخضر الذي تلقاه من لجنة المتابعة العربية. وقال مصدر كبير لصحيفة «هآرتس» العبرية أمس إن عباس سينتظر حتى اقتراب موعد انتهاء فترة تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل بهدف الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لمواصلة تعليق البناء أو اتخاذ خطوات أخرى «موازية في قيمتها». وكان نتانياهو رحب بقرار «لجنة المتابعة» بعد أن كان يخشى، بحسب مسؤول في مكتبه، أن تمنح هذه اللجنة تبريراً لعباس لعدم الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وأضاف المسؤول أن نتانياهو عمل جاهداً على إقناع الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بجدية نياته لخوض مفاوضات حقيقية، وأنه طلب منهما ممارسة نفوذهما في الجامعة العربية لاتخاذ قرار داعم للانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وأضافت الصحيفة أن نتانياهو سيستأنف في الأيام القريبة اتصالاته مع الإدارة الأميركية وسائر أعضاء اللجنة الرباعية الدولية لتضغط على الرئيس الفلسطيني لتبني قرار الجامعة العربية. وتابعت انه على رغم ذلك، يعترف مسؤولون في مكتب رئيس الحكومة ووزراء كبار في المنتدى الوزاري السباعي بأنه إلى الآن لم يتم أي إعداد جديّ لسبل البدء في المفاوضات ولم تتم بلورة موقف إسرائيلي من الدور الذي يمكن أن يلعبه الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في المفاوضات المباشرة، «وهل سيشارك فيها في شكل مباشر أم يتلقى فقط التقارير عنها تباعاً؟». وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتحفظ عن إمكان مشاركة ممثل عن الولاياتالمتحدة في المفاوضات كما ترغب الإدارة الأميركية. ولم تقرر الحكومة الإسرائيلية بعد إذا ما كانت تنوي تعيين طاقم مفاوضات خاص أو تشكيل طواقم عدة يختص كل منها بواحدة من القضايا الجوهرية للصراع. وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو كان أعرب أخيراً عن رأيه بأن ثمة حاجة لتدخل شخصي للزعماء في المفاوضات بدلاً من تشكيل طاقم مفاوضات موسع. كذلك لم يتم البت بعد في الجدول الزمني للمفاوضات وفي المسائل التي ستتناولها.