تسببت السيول التي شهدتها منطقة جازان خلال هذه الأيام في غرق شابين وطفل، في حين تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثثهم، في الوقت الذي تواصلت فيه هطول الأمطار مساء أمس وأول من أمس من الخفيفة إلى المتوسطة في بعض محافظات المنطقة، وسالت على إثرها عدد من الأودية. وبحسب المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني، فإنه ورد بلاغ عن سقوط شابين بقرية أم الشباقا جرفتهما سيول وادي شهدان أمس أثناء لعبهم في الوادي، وتم انتشالهما ونقلهما إلى المستشفى، وبيّن أن مركز القيادة والتوجيه أبلغ الإدارات والمراكز بإرسال دوريات السلامة للتأكد من وضع الأودية ورفع تقارير عن الحالة. كما تلقى الدفاع المدني بلاغاً آخر عن سقوط طفل في بيارة بمحافظة أبوعريش وعلى الفور تم تحريك الفرق اللازمة للموقع، إذ تم إخراجه من الفرقة ونقله بواسطة الهلال الأحمر إلى المستشفى وتسليم الموقع لجهة الاختصاص، مشدداً على عدم الاقتراب من بطون الأودية ومجاري السيول نظراً لما تشهده المنطقة من تقلبات جوية واتباع إرشادات الدفاع المدني في مثل هذه الحالات. وفي السياق ذاته أشار القحطاني إلى بدء مديرية الدفاع المدني في حصر منازل الأسر المتضررة من الأمطار والسيول التي تشهدها المنطقة بعد أن شكلت لجان أعدت لحصر الأضرار وتقديرها، التي تتكون من جهات حكومية عدة في المنطقة لمعاينة جميع الأضرار وتوثيقها. وأوضح أن لجان حصر الأضرار الناتجة من الأمطار التي شهدتها المنطقة بدأت منذ أول من أمس أعمالها بناء على توجيه أمير منطقة جازان، الذي تابع مع مساعد مدير الدفاع المدني اللواء علي العمري ميدانياً المواقع المتضررة من الأمطار والسيول، مشيراً إلى تشكيل لجان للحصر، وهي تعمل في الميدان لمعاينة المواقع المتضررة ورفع توصياتها لاستكمال تعويضات السكان المتضررين. وبيّن القحطاني أن عدد الأسر المتضررة بلغ 29 أسرة، مؤكداً أن اللجان تعمل بشكل يومي لمعرفة حجم الأضرار التي تعرضت لها المساكن، فيما قامت لجان الأودية على تدعيم مصدات حماية القرى والتأكد من متانتها تحسباً لأي طارئ قد ينتج من غزارة الأمطار والسيول. وأشاد القحطاني بتعاون المواطنين ووعيهم الذي أسهم في الحد من حوادث الأمطار والسيول ونشر التوعية بين أسرهم ومجتمعاتهم، التي كانت لها الأثر الإيجابي في الحفاظ على الأرواح. ...و«الإمارة» تتفقد القرى قام وكيل إمارة جازان الدكتور سعد بن مقرن المقرن بجولة تفقدية أمس (الأربعاء)، على عدد من القرى المتضررة جراء هطول الإمطار الغزيرة وجريان السيول، التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية. وشملت الجولة قرى شرق مدينة جازان، وكبري الشواجرة، وقرى وادي جازان، واطلع المقرن خلالها على موقع مجرى السيول، مستمعاً من المدير العام للدفاع المدني بجازان المكلف اللواء على العمري إلى شرح مفصل عن عمل الدفاع المدني، وعن الخدمات التي قدمتها الجهات المعنية في حينها، والحلول العاجلة التي قامت بها. والمقرن أن الجولة تأتي مواكبة لتداعيات الأمطار التي تشهدها المنطقة، ولرفع آثار السيول بشكل عاجل، مثمناً الجهود التي بذلتها الجهات الحكومية المعنية. وقال إن الإمارة وجهت بالاطلاع الكامل على الوضع ميدانياً، وزيارة القرى المتضررة، لوضع الحلول الجذرية للمشكلة، موضحاً أنه سيتم العمل على إزالة أسباب المشكلة. وحث الجهات المعنية على رفع درجة الجاهزية، والتواصل المستمر مع محافظي المحافظات، والمراكز، وأمين المنطقة، ومديري الدفاع المدني، والنقل، والشؤون الصحية، وهيئة الهلال الأحمر، والأجهزة الأمنية ذات العلاقة، للاطلاع على تطورات الموقف. وشدد على الجميع ضرورة الحضور الميداني، وتكثيف وتضافر الجهود لاحتواء المستجدات، والاهتمام برفع درجة الاستعداد، وتوفير المعدات والكوادر البشرية المدربة والمؤهلة، للتعامل مع هذه الظروف، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة أي طارئ. وشدد المقرن على وجوب تعاون وتضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمواطنين، للقيام بكل ما يخدم الوطن والمواطن ويحق المصلحة العامة، ووعد بإزالة «العقوم» والأشجار التي أسهمت في سير المياه، ومنع إقامة المزارعين «العقوم» الكبيرة، لأنها تسبب تحويل مجاري الأودية والشعاب، ما قد يلحق الضرر بالمواطن والممتلكات. ولفت إلى أهمية العمل الجاد والمخلص من جميع الجهات، للقيام بجميع الأعمال والواجبات، وتقديم كل ما يلزم، لإزالة جميع المعوقات التي تعترض مجاري الأودية والسيول، وفقاً للأوامر السامية الصادرة في هذا الشأن.