اختار برلمان نيبال زعيم الحزب الماوي وقائد المليشيا السابق بوشبا كمال داهال اليوم (الأربعاء) رئيساً للوزراء، والذي تعهد توحيد البلاد التي تشهد احتجاجات قاتلة بسبب التعديلات الدستورية. ويعرف بوشبا كمال داهال باسمه الحربي «براشاندا» الذي يعني «العنيف» بالنيبالية، وكان طيلة عشر سنوات (1996 - 2006) على رأس التمرد المسلح الذي قتل خلاله حوالى 16 ألاف شخص. وخرج داهال العام 2006 من العمل السري ووقع اتفاق سلام فتح المسار أمام إلغاء النظام الملكي. وتوكل إلى داهال الآن مهمة إعادة بناء البلاد بعد الزلزال المدمر وإنهاء الاضطرابات في شأن الدستور الجديد، والذي تم تبنيه في أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال داهال في كلمته أمام البرلمان: «أتعهد توحيد الجميع في البلاد». وأضاف أنه «تترتب علي مسؤولية حل هذه المشكلة، وأشعر أنه تم ترشيحي لمد الجسور بين مختلف طوائف المجتمع». وكان داهال المرشح الوحيد وحصل على 363 صوتاً من بين 573 صوت، ليصبح رئيساً للوزراء للمرة الثانية. وكان في آب (أغسطس) 2008 الرئيس الأول للوزراء في تاريخ النيبال الذي يصل إلى هذا المنصب عبر الانتخاب، لكن حكومته انهارت بعد تسعة أشهر بسبب خلاف حول إدخال مقاتلين ماويين سابقين في الجيش. وكان المتمردون الماويون السابقون دعوا إلى التصويت بسحب الثقة من شارما اولي بعد انسحابهم من الائتلاف الحكومي قبل أسبوعين، وبسبب اتهامه بالتراجع عن اتفاقات تم التوصل إليها وتحميله مسؤولية اضطرابات دموية وقعت بعد إقرار دستور جديد في أيلول (سبتمبر) الماضي. وكان حزب المؤتمر النيبالي الذي يحظى بأكبر عدد من النواب في البرلمان (196 من أصل 595) أعطى في 25 تموز (يوليو) الماضي مواقفته على تعيين بوشبا كامال داهال رئيساً للحكومة. ودعا رئيس النيبال بيدها ديفي بهانداري في الأحزاب السياسية إلى تشكيل حكومة جديدة محدداً لها سبعة أيام لتحقيق ذلك. وقتل أكثر من 50 شخصاً في اشتباكات بين الشرطة ومحتجين طالبوا بمراجعة حدود الدولة الفديرالية التي يحددها الدستور الجديد، والذي يهدف إلى تعزيز عملية التحول في النيبال من الملكية الهندوسية إلى جمهورية ديموقراطية بعد عقود من الاضطرابات السياسية، وهو يعد الأول الذي يضعه ممثلون منتخبون. غير أن المناقشات المتواصلة بين الحكومة والمحتجين وصلت إلى طريق مسدود. وسيكون داهال ثامن رئيس وزراء يقود نيبال منذ 2008 عندما أصبح رئيساً للوزراء للمرة الأولى، وأطاح بالملكية الاقطاعية التي استمرت 240 عاماً.