أحيت الكويت أمس، الذكرى ال26 للغزو العراقي على أرضها، في الوقت الذي تبحث فيه عن مساعي أممية للكشف عن المفقودين أثناء الغزو. ودعا مجلس الوزراء الكويتي شعب البلاد إلى: «استلهام الدروس والعبر والعظات من الذكرى ال26 لجريمة الغزو العراقي الغاشم، والسعي إلى بناء الحاضر والمستقبل والتكاتف لتعزيز الوحدة والروابط الوطنية». وقال مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي: «إن الشعب الكويتي الذي شعر بمرارة الظلم جرّاء الاحتلال، عليه العمل على استكمال مسيرة الآباء والأجداد في بناء الوطن». واستذكر المجلس الشهداء والأسرى المفقودين من أبناء الكويت ومن الدول الأخرى، سائلاً المولى القدير الرحمة للشهداء الأبرار وأن يظلهم بعفوه ورضوانه. وأعرب عن التقدير والوفاء لما قدمته الدول الشقيقة والصديقة من عون صادق ومواقف شجاعة أثمرت عن استعادة الكويت سيادتها وحريتها وكرامتها، مؤكداً أن هذه الدول ستظل قائمة في ذاكرة كل الكويتيين. وحلت أمس ذكرى الغزو العراقي الغاشم الذي استهدف فجر يوم 2 آب (أغسطس) 1990 هذه البلاد في محاولة لطمس هويتها ومحو كيانها ووجودها. ومنذ اللحظات الأولى للاحتلال العراقي أعلنت الكويت قيادةً وشعباً رفضها لهذا العدوان السافر، ووقف أبناؤها في الداخل والخارج صفاً واحداً إلى جانب قيادتهم الشرعية. ودان المجتمع الدولي جريمة النظام العراقي وقتها في حق الكويت، وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارات حاسمة بدءاً من القرار رقم 660 الذي طالب النظام العراقي بالانسحاب فوراً، بالإضافة إلى حزمة القرارات التي أصدرها المجلس تحت الفصل السابع من الميثاق، القاضية باستخدام القوة لضمان تطبيق القرارات. إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم أمس، أن محنة الغزو العراقي للكويت تعد فرصة لاستخلاص العبر من الملحمة الوطنية التي سطرها أبناء الكويت في التلاحم والتكاتف، ما جعل العالم بأسره يقف مع الحق الكويتي من دون تردد. وقال الغانم في تصريح بمناسبة الذكرى ال26 للغزو العراقي للبلاد: «إن الكويت ظلت دوماً عصية على المعتدين بفضل الله عز وجل ثم بحكمة قادتها وتلاحم أبنائها». وأوضح أن وقوف المجتمع الدولي وتشكيل تحالف عسكري عالمي فريد لتحرير الكويت جاء نتيجة سياسات قادتها الحكيمة والتفاف الشعب الكويتي حول قيادته وتمسكه بالشرعية الكويتية. وذكر أن الكويتيين يستذكرون بكل فخر شهداءهم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية وطنهم، لافتاً إلى أن الشعب الكويتي سطر أروع الأمثلة في المواقف الوطنية والتلاحم في الداخل والخارج أمام «نظام لا يعرف الإنسانية ولم يردعه دين ولا أعراف». ودعا الغانم الشعب الكويتي إلى التمسك بالوحدة الوطنية «فهي السلاح الذي واجه به الكويتيون أعداءهم على مر التاريخ»، مؤكداً أن التعايش والتلاحم أحد أهم مقومات حماية الأمن الوطني وتطور المجتمع.