قتل 152 شخصاً لدى تحطم طائرة ركاب «ايرباص أي -321» التابعة لشركة طيران «اير بلو» الباكستانية الخاصة على تلة مرغالا الجبلية التي تطل على العاصمة إسلام آباد، بسبب انعدام الرؤية والضباب الكثيف الذي غطى العاصمة وحال دون هبوط الطائرة في مطارها الدولي. وأعلنت الحكومة الباكستانية الحداد الوطني أمس، وقال مكتب رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في بيان ان جيلاني وحكومته «عبّرا عن ألمهما وحزنهما بعد الحادث المفجع». وأوضح وزير الداخلية رحمن مالك ان الرحلة قادمة من تركيا عبر مدينة كراتشيالباكستانية، وان الضباب الكثيف ادى الى فقدان برج المراقبة في مطار إسلام آباد الاتصال بالطائرة، والذي رفض منحها اذناً بالهبوط في مطار إسلام أباد وطالبها بالعودة الى لاهور، قبل أن تتسبب الغيوم الكثيفة وانعدام الرؤية على مستويات منخفضة وعالية فوق إسلام أباد في ارتطام الطائرة بالأشجار الحرجية في جبال مركلة. وإثر الحادث، منعت وعورة المنطقة المغطاة بالأشجار الحرجية وانعدام الطرق المؤدية إلى مكان الحادث وغزارة الأمطار والضباب الكثيف الذي لف المنطقة وصول المروحيات العسكرية وفرق الإنقاذ التي ضمت مئات من المتطوعين في الوقت المناسب، ما تسبب في وفاة كثيرين متأثرين بجروحهم. وأبلغ الوزير مالك «الحياة» ان الحكومة وسلطة الطيران المدني بدأتا تحقيقاً موسعاً في الحادث، مشيراً إلى أن كل الادلة تشير إلى عدم وجود خلل فني في الطائرة، وارتباط الحادث بالضباب وعدم الرؤية. وأعلن أن الحكومة ستدفع تعويضات لعائلات الضحايا. وأفادت مجموعة «ايرباص» الاوروبية لصناعة الطائرات ان طائرة «أي -321» حديثة نسبياً لهذا النوع من الطائرات، و»التي يفترض ان تعمل بين 30 و40 سنة، علماً انه جرى تسليمها عام 2000، واستأجرتها ايربلو بموجب عقد منذ عام 2006. وهي حلقت حوالى 34 الف ساعة ونفذت 13 الفاً و500 رحلة». وفيما أعلن وزير الإعلام عمر زمان كايرا العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، وان لجنة تحقيق في الحادثة ستتشكل لإعطاء رأيها في الحادث، صرح رئيس هيئة الملاحة الجوية الباكستانية سهيل بالوش بأن «الحادث قد يكون عائداً إلى تعب قائد الطائرة، لأنه لم يخلد للراحة منذ فترة طويلة، إضافة إلى الطقس الماطر الذي لم يسمح له بتحديد المسار الأفضل للطيران». وقال وجيه الرحمن أحد سكان حي اف-7 الواقع على سفح تلة مرغالا حيث يقيم عدد من الاثرياء الباكستانيين ان «الطائرة حلقت على علو منخفض جداً. وسمعنا دوياً هائلاً». واعتبر هذا الحادث الأسوأ لطائرة ركاب مدنية في باكستان، علماً انها كانت شهدت سقوط طائرات عدة، احدها طائرة سي 130 العسكرية التي اقلت الرئيس السابق الجنرال ضياء الحق قبل 22 سنة، ما ادت الى مقتله مع عدد كبير من قادة الجيش الباكستان والسفير الأميركي والملحق العسكري الأميركي اللذين رافقا الرئيس ضياء الحق في الرحلة. وفي عام 2004، سقطت طائرة من طراز «فوكر» تابعة لسلاح الجو الباكستاني، ما أسفر عن مقتل قائد سلاح الجو مصحف علي مير وعدد من كبار قادة سلاح الجو. ودارت شائعات حينها بأن طائرة مصحف أسقطت بصاروخ اطلقته القوات الأميركية التي تمركزت في قاعدة «كوهات» الجوية المجاورة لمرتفعات تورا بورا الأفغانية. وأثارت هذه الشائعات صدى كبيراً في الشارع الباكستاني بعد معارضة مصحف علي مير إعطاء تسهيلات للقوات الأميركية في باكستان، والسماح لها بغزو الأراضي الأفغانية.