«السؤال» هو محور أول معرض فردي لأعمال عبدالله العثمان. قدّم عرض الفيديو بكامله للمرة الأولى في بينالي فينيسيا ال53 الذي أقيم هذا العام. مساحة «الآن» الفنية رعت العرض له في الرياض، انطلاقاً من الأسبوع الماضي، ونقلته إلى جمهور جديد في الوطن. استهلت «مساحة الآن الفنية»، أحد أبرز صالات العرض في الرياض، التي أسسها الأخوان نعمة ومحمد السديري، نشاطها للموسم الجديد بأسئلة العثمان. يرتكز معرض العثمان - بحسب «الآن» - على قاعدة راسخة من النجاحات تم حصدها خلال العام الأول، إبان تدشين «مساحة الآن الفنية»، والتي شهدت حضوراً مؤثراً لمعرض «القوة الناعمة»، الذي استهدف عدداً من الأعمال الفردية لمجموعة من الفنانات السعوديات. والتزمت «مساحة الآن الفنية» بإحضار العمل الذي شارك به العثمان في بينالي فينسيا وعنوانه: «السؤال»، والذي يبحث في مكنونات عميقة تتمثل في تركيب 28 شاشة صغيرة بعدد الأشخاص الذين أجرى الفنان مقابلات معهم للإجابة عن «سؤال» محدد والتركيز على تعابير الوجه الدقيقة وإظهار حالات الصراع الداخلية للتعبير عن الأفكار عند الإجابة عن هذا السؤال. كل من الأعمال المعروضة بدأ بسؤال. في بعض الأحيان، كما في عرض «السؤال» كانت الأسئلة نابعة من أعماق الفنان، وهي وجودية بطبيعتها تركز على التساؤلات الأوسع نطاقاً التي نطرحها كلنا حول معنى الحياة عموماً، وحياتنا بشكل خاص. هذه الأسئلة مرتبطة أيضاً بالمكان (الرياض) والحقبة والتحديات السياسية التي يواجهها الجيل الجديد. بعض الأسئلة ذات طابع نظري، وتتعلق مثلا بالمفهوم الكامن وراء معظم الفنون العصرية. وبعضها الآخر تأملي. يتساءل العثمان عمّا سيدور في أذهان الناس عندما يقرأون الرسائل والتصريحات التي تشكل الأساس النصي والبصري لمعظم أعماله. ما سيكون رد فعلهم؟ وهل سيؤدي عمله إلى إحداث تغييرات؟ ويطرح العثمان على نفسه تساؤلات دائمة، ويطلب منا، نحن المشاهدين، مرافقته في رحلته. عندما سئل هذا الفنان إن حصل على أية إجابات أو توصل إلى أية استنتاجات منورة في ختام رحلته التي دامت ثلاثة أشهر، وأصبحت موضوع عرض الفيديو بعنوان: «السؤال»، أجاب أنه لم يتوصل إلى أي استنتاجات، بل أصيب بصداع وأصبح رأسه يعج بمزيد من الأسئلة. في أعماله الفنية، يكتب العثمان أنه يبحث عن اللحظات العابرة في الحياة لإحكام قبضته حولها وتخليدها إلى الأبد. هذه النظرة الفنية غالباً ما تتجه نحو الأماكن الهامشية، وتتماهى مع المعضلات والكفاحات البشرية. يبتعد العثمان عموماً عن المراجع التاريخية الفنية التقليدية، لكنه يعتبر مارسيل دوشان مصدر إلهام له. ويضيف إلى قول دوشان: «فني هو فن الحياة» تفسيره الخاص قائلاً: «إن الفن يعني العيش بعمق». يمارس العثمان فنّه في الشارع وفي العمل وفي تقديره اليومي لهبة الحياة. ويقام المعرض تحت إشراف رئيسة البرامج التنظيمية في «مساحة الآن الفنية» القييمة ماري تيلنغ، والتي كانت أميناً سابقاً للتعليم ورئيسة البرامج العامة في متحف فيلاديلفيا للفنون. ويستمر المعرض إلى نهاية شهر آيار (مايو).