أكثر من 50 عاماً قضاها حسن العلي (77 عاماً) متنقلاً بين مسقط رأسه في مدينة القطيف وبين عدد من ملاعب المملكة، بحثاً عن «معشوقه الأول وفريقه الذي يصدح ببطولاته وإنجازاته ليلاً ونهاراً»، وعلى رغم أنه بدأ متعكزاً على عصاه بعد أن انحنى ظهره بسبب تغيرات الزمن، إلا أن حبه ومشاعره لفريق الاتفاق لم تتغير لحظة واحدة، ولم تمنعه من متابعة مباريات هذا الفريق إلا لأسباب «قهرية». هذا العجوز الذي أصبح ملماً بتاريخ هذا النادي، وحافظاً لإنجازاته وبطولاته المختلفة، كان على موعد مع البكاء يوم أمس الأول، بعد أن أعلن رسمياً هبوط الاتفاق لكرة القدم إلى دوري ركاء لأول مرة في تاريخه منذ صعوده إلى الدوري الممتاز قبل نحو 37 عاماً، إذ بدأ متوسداً حائط إحدى «ديوانيات» المنطقة، وكان هذا الحائط مليئاً بصور الإنجازات الاتفاقية، فيما انهمرت دموعه حزناً على حال هذا الفريق الذي لم يتوقع يوماً أن يراه في أندية «الظل» كما يسميها، فيما استرجع ذكرياته مع النادي وبطولاته التي حققها كإنجازات محلية للمرة الأولى، كان من بينها كأس الخليج العربي وكأس البطولة العربية، وكأس الدوري المحلي والذي حققه من دون خسارة. لم يكن هذا العجوز الوحيد الذي ذرف دموعه حزناً على سقوط الفريق «المدوي» إلى دوري ركاء، بل شاركه عدد من كبار السن، ممن بكوا حزناً على هبوطه، في الوقت الذي كانوا يبكون فرحاً بإنجازاته المختلفة «خصوصاً في عهد جيله الذهبي، جيل الأخوين صالح وعيسى خليفة، سعدون حمود، خليل الزياني، محمد أبوحيدر، مراون الشيحة، عبدالله الصالح وعادل الصالح وزكي الصالح وغيرهم من النجوم الذين سجلوا أسماءهم في سجلات الذهب الاتفاقية». وتشهد «حارات» عدة في الدمام القديمة مثل حي الدواسر، العمامرة، العدامة، البادية، الجلوية، وكذلك عدد من الأحياء القديمة في بقية مناطق القطيف مثل، القلعة، سيهات، تاروت، بولاء هذه الجماهير «الوفية» المنقطع النظير، إذ كان هذا «فارس الدهناء» يشكل قطب الرحى لأندية المنطقة « نظير إنجازاته، ووجود عدد من اللاعبين في صفوفه من مختلف المناطق، في الوقت الذي كانت معظم أندية المنطقة غائبة تماماً عن منصات التتويج، كما كان الاتفاق وقت ذلك. وأبدى متابعون رياضيون تعاطفهم «الشديد» مع الاتفاق بعد نهاية مباراته الأخيرة في دوري عبداللطيف جميل مع الأهلي، والتي انتهت بخسارته بهدفين في مقابل هدف، لتعلن هبوطه رسمياً، فيما ألقوا مسؤولية الهبوط على كاهل الإدارة التي كان يتغنى بها بعض محبي النادي، ويصفها بالإدارة الذهبية والرئيس الذهبي للنادي عبدالعزيز الدوسري». ويرجع تاريخ تأسيس الاتفاق بعد أن قرّر عدد من شباب الدمام تكوين ثلاث فرق لكرة القدم عام 1944، وهي التعاون برئاسة عبدالله حسين، و فريق الشعب برئاسة فارس الحامد، وفريق الشباب برئاسة علي صالح الغامدي، فيما اتفقوا على الاتفاق ليكون فريقاً جامعاً لهذه الفرق الثلاثة. فيما اتفق الاتفاقيون على عوامل الهبوط، مرجعينها إلى «هرمية الإدارة» والتي «أسهمت في تدهور مستويات الفريق بسبب الصفقات غير المحسوبة في بيع اللاعبين، وكذلك الخلافات الإدارية التي عصفت بالنادي وأبرزها غياب هلال الطويرقي عن الفريق على رغم حاجة الفريق له. ويأمل محبو وأنصار النادي «العريق» بأن يكون هبوطه إلى مصاف «ركاء» باباً لعودته من جديد إلى منصات الذهب التي كان يرتادها قبل أن يبدأ بالتدهور، فيما يخشى آخرون أن يستمر الوضع الحالي للفريق، ليتحول دوري «ركاء» محطة لتنافس أندية الشرقية.