صدرت مؤخراً عن مشروع «كلمة» ترجمة عربية لكتاب «صور الإمبراطورية العثمانية» من تأليف تشارلز نيوتن وترجمة سامر أبو هواش. الكتاب يضم مجموعة صور ولوحات نادرة من مقتنيات متحف فيكتوريا وألبرت في لندن. هذه اللوحات تعكس جهود الرحالة الأوروبيين والسياح والمستكشفين والفنانين والعلماء ورسامي الكاريكاتور، الذين خلفوا لنا آلاف اللوحات عن مشاهداتهم في أراضي الدولة العثمانية، منهم ديفيد روبرتس، إدوارد لير وجون فردريك، وأوين جون. صورت لوحاتهم الشوارع الصاخبة وبلاط القصر والحريم والأسواق والمساجد. يذكر تشارلز نيوتن في مقدمة الكتاب أن وجود الفنانين في الدولة العثمانية بدأ مع السلطان محمد الثاني الذي حكم بين 1451 و1481 ميلادية، ومنهم جنتيل بليني الذي رسم بورتريهات للسلطان، محفوظة في المتحف الوطني في لندن. في العام 1533 ميلادية على سبيل المثل قام الفنان بييتر كوكي فان ألست من بلجيكا بزيارة إسطنبول لبيع بُسط، إلا أنه قام بإعداد سلسلة من اللوحات الرائعة، منها موكب السلطان سليمان القانوني وهو يمضي إلى صلاة الجمعة. ومن اللوحات الرائعة في الكتاب بورتريه للسلطان سليمان القانوني من مخطوط «قيافة الإنسانية في شمائل العثمانية» لسيد لقمان، رسم العام 1589، وهو جزء من سلسلة البورتريهات لجميع السلاطين العثمانيين وصولاً إلى مراد الثالث، وهو محفوظ في المكتبة البريطانية. ومن اللوحات جلسة صوفية في تكية الرفاعية لفنان مجهول تعود لسنة 1809، ومن العام نفسه لوحة تصور جنوداً انكشاريين يهرعون لتلقي رواتبهم في الباب العالي. كما أن من نوادر اللوحات التي تُنشر للمرة الأولى، لوحة لحصني الميراني والجلالي في بوغاز مدينة مسقط، رسمها وليام دانيال العام 1793، ومن القاهرة لوحة للرسام المشهور ديفيد روبرتس تعود للعام 1843 تُبين باب زويلة تعلوه مئذنتا مسجد المؤيد شيخ، وهو الذي اتخذ لاحقاً شعاراً لمحافظة القاهرة. أما أطرف لوحة في الكتاب فهي لمقهى في إسطنبول تعود للعام 1854 رسمها ألويسوس أندريس وهو نبيل مالطي. اللوحة مليئة بالتفاصيل وتكشف الحياة داخل المقاهي الفاخرة في إسطنبول.