تضم منطقة التراث والفنون في إمارة الشارقة الكثير من المعالم السياحية والتراثية، ومنها متحف الشارقة للخط، ومتحف الشارقة للفنون، ومتحف الشارقة للتراث، ومتحف مدرسة الإصلاح، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وحصن الشارقة، ومجلس المدفع، وبيت النابودة. يُعتبر متحف الشارقة للفنون، الذي تم افتتاحه عام 1997، أحد أبرز المتاحف في المدينة، وأكبر قاعة عرض في منطقة الخليج، تُعرض فيها لوحات فنية لفنانين مشهورين من مختلف أنحاء العالم. يضم المتحف ذو الطبقات الثلاث عدداً من المعارض الدائمة والموقتة، من بينها المعرض الدائم «نور الشرق»، وهو المعرض الوحيد المتاحة للزوار زيارته حالياً في المتحف، ويحتوي على أربعة مجموعات من اللوحات الفنية المتميزة لفنانين أوروبيين مستشرقين، يعود تاريخ معظمها إلى القرن التاسع عشر والعشرين. المجموعة الأولى بعنوان «عوالم قديمة»، وتشمل اثنتي عشرة لوحة، من بينها إحدى عشرة لوحة للفنان الإسكتلندي ديفيد روبرتس، ولوحة واحدة للفنان البريطاني ويليم هنري بارتليت، بعنوان «آثار الكرنك، الساحة الأولى». ويُعدّ ديفيد روبرتس أحد أبرز الفنانين الأوروبيين المستشرقين، ومن أوائل الفنانين المستقلين الذين قاموا بزيارة بلدان الشرق في القرن التاسع عشر. ووثَّق روبرتس رحلاته تلك بإنتاج مجموعة كبيرة من لوحات الطباعة الحجرية بلغ عددها 247 لوحة، ونُشرت في 6 مجلدات عن الأراضي المقدسة وسورية وأدوم والصحاري العربية ومصر والنوبة، بالإضافة إلى عدد من اللوحات الزيتية. وتصوّر لوحات روبرتس المعروضة "سحر الشرق" بطريقة إبداعية، إذ تعرض صوراً من آثار الحضارات القديمة في مصر وبلاد الشام، مثل لوحات «بقايا معبد الشمس، بعلبك»، و«نصب عمودي في الأقصر»، و«الكرنك»، و«رأس تمثال أبو الهول». تشمل المجموعة الثانية 14 لوحة، تحت عنوان «مناظر طبيعية»، نصفها طباعة حجرية لديفيد روبرتس، والنصف الآخر لوحات بالألوان المائية والباستيل لفنانين عديدين، مثل أوغسطس لامبلوف وتريسترام إليس وسيزار استراني جيندر وكولونيل تشارلز هاملتون سميث. وتصوّر اللوحات مناظر بانورامية للحظات الشروق والغروب، بظلالها الملونة، في أماكن طبيعية وأثرية مختلفة في الصحراء وإسطنبول وبعلبك والبتراء والقدس وغرناطة وعدن ومصر. تحتوي المجموعة الثالثة على 15 لوحة. وتحمل عنوان «الناس والحياة الطبيعية»، وتصوّر مشاهد من الحياة اليومية لشعوب المدن التى زارها الفنانون الأوروبيون، رُسمت بالألوان المائية والزيتية. وحرص الفنانون على تصوير مشاهد حية من ساحات الأسواق والمقاهي، بالإضافة إلى بعض البورتريهات لرجال وسيدات من تلك المدن. وربما كانت اللوحة الأبرز ضمن هذه المجموعة هي لوحة «ساحة سوق» للفنان المجري فرانز آيزنهوت، المرسومة بالألوان زيتية على قماش، والتي تصور مشهداً لأناس وجمال داخل أحد الأسواق بالمغرب. أما المجموعة الرابعة، فهي بعنوان «الفن المعماري في الشرق»، وفيها ثلاث وعشرون لوحة بالألوان المائية والزيتية لآثار معمارية ومبان ومساجد بمصر ودول المغرب والهندوغرناطة. ومن ضمن المباني المعمارية في اللوحات المختارة قصر الحمراء في غرناطة، وقلعة أغرا الحمراء وتاج محل في الهند، ومسجد السلطان حسن والجامع الأزهر في القاهرة. بالإضافة إلى لوحات لمآذن في ضواحي القاهرة وشوارع في بلاد المغرب. كما يضم المتحف مكتبة للفنون التشكيلية تتضمن أكثر من أربعة آلاف عنوان باللغة العربية والإنكليزية ولغات أخرى.