أثير جدل حول استعانة كل أطراف النزاع في ليبيا بدعم أجنبي سواء لجهة التسليح أو التمويل أو تقديم الدعم اللوجستي، وذلك بعد تقارير عن مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في ليبيا. وشكل هذا الإعلان الأول من نوعه لتواجد فرنسيين على الأراضي الليبية، فيما تحدثت مصادر أخرى عن وجود عسكريين بريطانيين وأميركيين يعملون خبراء عسكريين على الأرض وسط القوات التابعة لحكومة الوفاق التي يقتصر نفوذها على طرابلس وتحاول مهاجمة «داعش» في سرت. ونفى آمر غرفة العمليات العسكرية في بنغازي العميد عبدالسلام الحاسي، مقتل جنديين فرنسيين من القوات الخاصة في حادث سقوط طائرة مروحية غرب بنغازي. وقال العميد عبدالسلام الحاسي ل»سكاي نيوز عربية»: «لا صحة لهذه الأنباء جملة وتفصيلاً»، مؤكداً «عدم وجود أي جنود أو قوات غير ليبية تشارك الجيش حربه ضد الإرهاب». وأشار الحاسي إلى سقوط طائرة مروحية في منطقة المقرون غرب بنغازي الأحد، برصاص «ميليشيا تابعة لتنظيم القاعدة»، وكان على متنها عسكريون ليبيون أسفرت عن مقتلهم. في الوقت ذاته، كشف القائد الميداني في عملية «البنيان المرصوص» محمد الضراط التابع لحكومة الوفاق، عن تعاونه مع قوات بريطانية خاصة تتواجد في منطقة الوشكة جنوب شرقي مصراتة، التي سيطر عليها قبل أيام مقاتلو تنظيم «داعش». ونقلت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية عن الضراط قوله إن «وحدتي لا تعمل إلا مع الإنكليز والتقيت شخصياً بهم»، مؤكداً أن هذه القوات نجحت في تدمير سيارتين مفخختين كانتا تستهدفان مقاتليه. وأضاف الضراط: «الأميركان والإنكليز يعملان معاً هنا لمساعدتنا». وأشار التقرير إلى أن رجال الكتيبة التي يقودها الضراط حاولوا الهروب من السيارة المفخخة على جسر في الطريق المؤدية إلى مصراتة، حينما دمرها جنود وحدة القوات الخاصة البريطانية. في المقابل، اتهمت حكومة الوفاق فرنسا ب»انتهاك» أراضيها، وأعربت عن «استيائها» من إعلان باريس وجود قوات فرنسية في ليبيا، مؤكدة رفضها لهذا الوجود العسكري الذي رأت أنه يشكل «انتهاكاً لحرمة التراب» الليبي. وورد في البيان: «يعرب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عن استيائه البالغ لما أعلنته الحكومة الفرنسية عن تواجد فرنسي في شرق ليبيا». وأكدت الحكومة المدعومة من الدول الكبرى وبينها فرنسا أن «الثوابت التي أعلن عنها مراراً من أن لا تنازل مطلقاً عن السيادة الليبية، ورفضنا الكامل لانتهاك حرمة التراب الليبي». وشددت على أنها ترحب بأي «مساعدة أو مساندة تقدم لنا من الدول الشقيقة والصديقة في الحرب على داعش، ما دام ذلك في إطار» الطلب منها وبالتنسيق معها، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مع السلطات الفرنسية لمعرفة «أسباب وملابسات» التواجد العسكري وحجمه. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مقتل ثلاثة جنود فرنسيين خلال مهمة استطلاع «خطرة» في ليبيا إذ تعرضت مروحيتهم لحادث. وهي المرة الأولى التي تقر فيها فرنسا بوجود قوات خاصة في ليبيا بعدما كانت تكتفي بتأكيد تحليق طائراتها فوق ليبيا لجمع معلومات. وكانت فرنسا وبريطانيا وراء شن حلف شمال الأطلسي في 2011 غارات على ليبيا ساعدت في إسقاط نظام العقيد القذافي. وعلى رغم النفي الرسمي من الجيش الليبي الذي يقوده الفريق خليفة حفتر، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في الجيش أن مروحية تابعة له تعرضت لهجوم من «مجموعة إسلامية مؤلفة من عشرات السيارات المحملة برشاشات مضادة للطائرات استهدفت مروحية مي 17» ما أدى إلى سقوطها. ولم يأت أي مصدر على ذكر العسكريين الفرنسيين. وتواجه حكومة الوفاق التي تمركزت في طرابلس والمدعومة من المجتمع الدولي والميليشيات الإسلامية المتشددة، صعوبات في ترسيخ سلطتها وتوحيد البلاد بفعل استمرار معارضة الحكومة المنبثقة من مجلس النواب الشرعي، تسليمها السلطة.