في «مغامرة» لم تشهد لها مسارح لبنان مثيلاً، اجتمع أكثر من 100 منشد (من الأولاد) على الخشبة نفسها وشاركوا السوبرانو اللبنانية تانيا قسيس في حفلة استئنائية ضمن مهرجان «أعياد بيروت» الذي يقام في البيال. وُسمت الحفلة التي حضرتها شخصيات سياسية وديبلوماسية وفنية بثيمة الحب، حتى أن قسيس ارتدت فستاناً أحمر ليتماشى مع الأجواء الرومانسية التي طغت على الاحتفال. رومانسية على كل الأصعدة، فكان للحبيب حصة، وللوطن حصة، وللبشرية حصة. صدح صوت الفنانة اللبنانية التي رفعت اسم لبنان في بلاد كثيرة عالياً، وأجادت في تأديتها أغنيات للوطن منها «يا بيروت» و «وطني» و «ترابك يا لبنان». ولم تكتف بالغناء باللغة العربية، بل أدت أغنيات بالفرنسية منها « j'ai deux amours» واللغة الانكليزية منها « I believe» واللغة الاسبانية منها «la cumparsita» التي دمجتها مع أغنية فيروز «أعطني الناي وغنّ». لم تكن قسيس وحيدة في الحفلة، فبعد وقت قليل على بدايتها، أطل اللبناني جوزيف دحدح، وهو أحد الواصلين إلى نهائيات «أرابز غوت تالنت»، وأدّيا معاً «ذي فانتوم أوف ذي أوبرا»، ليأخذا الجمهور بأدائهما المميز إلى أجواء إحدى صالات نيويورك أو لندن التي تعرض تلك المسرحية الموسيقية الأكثر شهرة والمقتبسة عن رواية بالاسم نفسه كتبها غاستون لورو عام 1910. وبعد الدويتو الرائع، أدى دحدح منفرداً أغنية «u raised me up» وأبهر المستمعين بصوته الأوبرالي القوي. كان تفاعل الجمهور كبيراً مع الثنائي خصوصاً عندما غنّيا «ave maria» الجامعة للدينين الإسلامي والمسيحي، ففيما كانت قسيس ترنّم على وقع أصوات أجراس الكنيسة، كان دحدح يكبّر. مشهد صغير تمنى كل من الموجودين أن يكون مشهداً أوسع وأكثر واقعية وانعكاساً على حياتنا اليومية في بلد تكثر فيه الانقسامات الطائفية. وبالعودة إلى الحفلة، وعندما بدلت فستانها الأحمر بأسود، أعادتنا قسيس إلى «الزمن الجميل» بأغنيتي «أنا قلبي دليلي» لليلى مراد و «يا حبيبي تعال الحقني» لأسمهان. وبعد انتظار صبور، أدت أغنيتها «الأرض للجميع» التي أطلقتها بالتعاون مع مركز الأممالمتحدة للإعلام في بيروت وغنتها للمرة الأولى في مقر الأممالمتحدة في جنيف في وقت سابق من الشهر الجاري، والتي تتمحور حول تعزيز المثل الإنسانيّة، ومناهضة العنف والحرب، وستترجم لاحقاً إلى اللغتين الانكليزية والفرنسية لتصل إلى العالم بأسره. انطلقت قسيس من الغناء الأوبرالي الذي درسته في باريس الى شيء يشبه جذورها. فهي تحب تقديم خليط يمزج الموسيقى الشرقية والغربية في آن واحد. ولأنها «اغتربت» فترة طويلة، دائماً ما تحرص على أن يكون الحنين إلى الوطن موجوداً في أغنياتها لتنقله إلى المغتربين وتنقل من خلال ما تقدّمه الأمور الإيجابية والجميلة عن لبنان. يذكر أن مهرجان أعياد بيروت يستضيف غداً اللبناني وائل كفوري والمغربي سعد لمجرد (26 الجاري) والفرنسية هيلين سيغارا (29 الجاري) واللبناني وائل جسار (2 آب/ أغسطس المقبل) والمغنية اللبنانية إليسا (4 آب) وفرقة Who Killed Bruce lee في (5 آب).