ما كاد الفرنسيون والأوروبيون يفيقون من صدمة مجزرة دهس جماعية بشعة في نيس راح ضحيتها أكثر من 85 شخصاً، حتى صدموا قبل يومين بخبر هجوم شاب مسلم بالفأس والسكين على مدنيين في قطار في ألمانيا، وهو الحادث الذي أثار جدلاً واسعاً في شأن سياسة الباب المفتوح التي تتبعها حكومة المستشارة أنغيلا مركل مع اللاجئين. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره أمس الأربعاء، إن ألمانيا ستتعرض على الأرجح لمزيد من هجمات الإسلاميين المتشددين، لكنه أضاف: «لا يمكن القول إنه لا توجد صلة بين اللاجئين والإرهاب لكن الخطر كان مرتفعاً في السابق ولا يزال مرتفعاً بغض النظر عن التساؤلات في شأن اللاجئين». وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي في برلين: «في هذه المرحلة من التحقيق يوحي الكثير من المؤشرات، أن الاعتداء تم تنفيذه من شخص واحد وقع تحت تأثير دعاية تنظيم داعش» الذي تبنّى الاعتداء في تسجيل فيديو. ولفت الوزير إلى «مؤشرات» تدل على أن المهاجم الذي يُطلق عليه «الذئب المنفرد»، ليس أفغانياً بل باكستاني، قائلاً إن البشتون يعيشون في أفغانستان وباكستان. وفي طلب اللجوء ورد اسم الشاب «رياض خان أحمدزاي» لكن «داعش» في شريط الفيديو قال إن اسمه «محمد رياض». وقلل دي مايتسيره من الصلة بين «سياسة الباب المفتوح» التي تتبعها حكومته مع اللاجئين والهجوم الذي نفّذه اللاجئ داخل القطار في ولاية بافاريا، علماً أن «حزب البديل من أجل ألمانيا» المعادي للمهاجرين استغل الهجوم لانتقاد السياسة الخاصة بالمهاجرين والتي دخل بموجبها 1.1 مليون شخص إلى البلاد عام 2015. ورياض، مثله مثل الإرهابي التونسي الأصل في نيس محمد بوهلال، كان خارج دائرة الإسلاميين المشتبه فيهم أمنياً، لكن الاثنين تأثرا في الفترة الأخيرة بصورة سريعة بتنظيم «داعش» وقررا اتباع دعوته إلى الانتقام بصورة فردية من «الكفار المحاربين». وفي ما يتعلق بالأفغاني (أو الباكستاني)، فقد كانت الصدمة كبيرة بالفريق الكبير من النساء والرجال الذين اهتموا واعتنوا ولا يزالون يهتمون منذ عام بمئات الشباب والشابات القاصرين دون أهل والذين جاؤوا طلباً للجوء في ألمانيا. وأوجه الشبه والخلاف بين الإرهابيين تتركز في أن بوهلال الذي ولد في فرنسا وشبَّ فيها كان غير متدين ولا يذهب إلى الجامع للصلاة ويعيش في نيس بعيداً من التجمعات الإسلامية، لكنه كان يعاني من أزمات نفسية حادة، أما رياض فكان لا يزال في عزّ شبابه، بخاصة بعدما فتح المسؤولون الألمان باب المستقبل أمامه إثر منحه أخيراً حق الإقامة في البلاد التي هي حلم الكثيرين مثله. لكنه فجأة كتب لوالده مودعاً، أنه يريد الانتقام من الكفار وقتلهم وذبحهم، ويدعوه إلى الصلاة عن روحه «الصاعدة إلى الجنة»! وفي بروكسيل، أعلنت الشرطة البلجيكية أمس أنها وضعت في حالة تأهب واستعانت بخبراء متفجرات ومسعفين في وسط بروكسيل بعد رصد «شخص مشبوه» لم يتم اعتقاله بعد. وقالت متحدثة باسم الشرطة إن «شخصاً (يرتدي) معطفاً طويلا تخرج منه أشرطة يعتبر مشبوهاً». ورُصد الرجل بعد الظهر من حارس في حي الأوبرا الملكية في وسط العاصمة البلجيكية. واتخذت إجراءات أمنية في الشوارع المحيطة وتم إخلاء المتاجر ومكتبة عامة، وفقاً لوسائل الإعلام البلجيكية. ولا تزال بلجيكا في حال تأهب عشية عيدها الوطني، بعد أربعة أشهر على اعتداءات قتل فيها 32 شخصاً وأصيب أكثر من 300 آخرين، في 22 آذار (مارس) في مطار بروكسيل ومترو الأنفاق.