بدأ في واشنطن امس اجتماع لوزراء الدفاع في التحالف الدولي ضد «داعش»، لتقويم مراحل الحرب على التنظيم وضرب شبكاته الخارجية بعد سلسلة اعتداءات تبناها في مناطق مختلفة من العالم. حضر الاجتماع، الذي يواصل أعماله اليوم 40 وزير دفاع، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأفادت «وكالة الأنباء السعودية» بأن الأمير محمد وصل إلى القاعدة العسكرية في ميريلاند قرب واشنطن للمشاركة في اجتماع التحالف الذي يبحث في «تطورات سير العمليات العسكرية ضد «داعش»، وعدد من المسائل المتعلقة بهذا الشأن». وإن كانت سيطرة التنظيم الإرهابي على الأرض بدأت بالانحسار في سورية والعراق، انتقل عناصره أو آخرون متأثرون به، إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية في نيس وإسطنبول وبغداد ودكا وحتى في ألمانيا، أوقعت مئات القتلى والجرحى. وقال الموفد الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لدى التحالف برت ماكورك، إن هذه الاعتداءات «ستكون بلا شك من مواضيع القلق الرئيسية خلال المحادثات». وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن غارات للتحالف قتلت أكثر من 20 عضوا في «داعش» كانوا يخططون لهجمات. وفي أعقاب تصريحات رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الذي توقع اعتداءات أخرى و «قتل المزيد من الأبرياء»، حذر ماكورك من أن «أحداً لا يمكنه تأكيد أن هذه الاعتداءات ستتوقف». وقال: «للأسف، أعتقد أننا سنشهد اعتداءات أخرى». لكنه أكد أن التحالف الذي شن 14 ألف غارة خلال سنتين «يحقق نجاحات على الأرض»، مضيفاً أن «هناك الكثير من العمل» لتفكيك الشبكات الإرهابية في العالم. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في افتتاح مؤتمر للمانحين لصالح العراق، إن قوة الدفع في القتال ضد «داعش» تغيرت، وإن التنظيم المتشدد طُرد من نحو نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق. وأضاف: «إننا نحقق تقدماً باستعادة أجزاء مهمة من العراق. الآن تتم استعادة أجزاء مهمة من سورية». وأعلن المكتب الأوروبي لأجهزة الشرطة الأوروبية (يوروبول) في بروكسيل، أن الهجمات التي ينفذها من تُطلق عليهم تسمية «الذئاب المنفردة»، تشكل خطراً كبيراً في أوروبا، وتثبت الأحداث الأخيرة في فرنساوألمانيا أن «من الصعب رصدها ووقفها». وأفاد يوروبول في بيان، بأن هذه الهجمات مازالت «تكتيكاً مفضلاً لدى تنظيمي داعش والقاعدة». وتابع أن «الجماعتين دعتا تكراراً المسلمين المقيمين في بلد غربي إلى ارتكاب هجمات من هذا النوع». في باريس، أعلن تقرير برلماني- فرنسي صدر أمس بعد ستة أشهر من البحث حول تنظيم «داعش» وطريقة عمله، أن الشركات الكبرى المشغلة للإنترنت ولمواقع التواصل الاجتماعي لا تأخذ التهديد الذي تمثله الدعاية المتطرفة على محمل الجد، وتُظهر «لامبالاة». وأضاف التقرير الذي استمع معدّوه إلى «شهادات عشرات الخبراء وعلماء الاجتماع والمسؤولين في الشرطة وممثلين لشركات فايسبوك وتويتر وغوغل وديلي موشن، أنه بات من الواضح جداً أن منصات التواصل الاجتماعي ليست فعالة بما فيه الكفاية في مكافحة دعاية تنظيم داعش». وفي سورية، شهدت الأطراف الشمالية لمدينة حلب معارك عنيفة في الساعات الماضية بعد هجوم شنته فصائل معارضة لإعادة فتح طريق الكاستيلو الذي تمكنت القوات النظامية من قطعه، فارضة بذلك حصاراً على الأحياء الشرقية لمدينة حلب والتي تسيطر عليها المعارضة. وكان لافتاً مشاركة «حركة أحرار الشام الإسلامية» في معركة فك الحصار عن حلب وسيطرتها على بعض النقاط قرب مناطق النظام في حلب، بعدما كانت انتقدت في الأيام الماضية الهجمات التي شنتها «جبهة النصرة» وفصائل أخرى لإعادة فتح طريق الكاستيلو باعتبارها «انتحاراً عسكرياً». وجاءت المعارك الجديدة فيما شنّت طائرات حربية لم يتضح هل هي سورية أم روسية، غارات عنيفة على إدلب موقعة عشرات الضحايا.