انحرف الحزب الجمهوري الى أقصى اليمين، بتكريسه ترشيح الثري دونالد ترامب لمنافسة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 تشرين الثاني (أكتوبر) المقبل. كما تبنى الحزب ترشيح مايك بنس لمنصب نائب الرئيس، فيما تصاعدت النبرة الهجومية ضد كلينتون التي وصفها المرشح السابق بن كارسون بأنها «مرتبطة بإبليس»، كما شن كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي هجوماً على سياستها الخارجية وخصوصاً في ليبيا وسورية وفي المفاوضات مع إيران. وحاول الجمهوريون في مؤتمرهم المنعقد في كليفلاند (ولاية أوهايو) الظهور بمظهر متماسك وموحد حول ترشيح ترامب، فيما تواصلت التظاهرات ضده في وسط المدينة. وإثر إعلان فوزه، تحدث ترامب أمام المؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من نيويورك، وقال: «اليوم خاص جداً، إذ رأيت أبنائي يضعونني في الصدارة، أعني الحصول على ترشيح الحزب، لن أنساه أبداً». وزاد: «حققنا معاً نتائج تاريخية بأكبر عدد من الأصوات في تاريخ الحزب الجمهوري. هذه حركة يجب أن تصل إلى مبتغاها. أفخر بكوني مرشحاً لرئاسة الولاياتالمتحدة». وحصل ترامب على تأييد 1725 مندوباً، تلاه السناتور تيد كروز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس (475 صوتاً)، ثم جون كاسيك حاكم ولاية أوهايو (120 صوتاً)، والسناتور ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا (114 صوتاً). وحصل ثلاثة مرشحين آخرين على أصوات 12 مندوباً. وعكس الخطاب الجمهوري نقلة للحزب الى أقصى اليمين ورهان ترامب على أصوات البيض بتركيز هجومه على ملفات الهجرة و «التطرف الإسلامي» ومحاولات الحد من حرية امتلاك السلاح. ويحتاج ترامب للفوز بالرئاسة الى نيل 66 في المئة من أصوات البيض، ما يرجح قيام هيلاري كلينتون باختيار نائب رئيس أبيض لتفادي هكذا سيناريو. وتتوجه كلينتون الجمعة الى فلوريدا حيث يتوقع أن تعلن عن اسم نائب الرئيس، وسط ترجيحات بحصر اختيارها بين السناتور تيم كاين عضو مجلس الشيوخ عن فيرجينيا ووزير الزراعة توم فيلساك (من أيوا)، وكلاهما من خط الوسط وله جذور ريفية وعمالية. في غضون ذلك، أكد المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (س آي إي) مايكل هايدن ل «الحياة»، أنه لا يستبعد «ضربات مستوحاة من تنظيم داعش على الأراضي الأميركية» قبل الانتخابات الرئاسية. واعتبر الجنرال المتقاعد الذي عمل أيضاً مديراً للاستخبارات الوطنية، أن الحزب الجمهوري ومرشحه دونالد ترامب «لا يمتلكان رؤية متجانسة» لمحاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن «الصراخ ليس استراتيجية». وقال هايدن الذي حضر المؤتمر الجمهوري في كليفلاند، إن الرد الأميركي على «داعش» متأخر ومحدود وخفيف، وأضاف: «أنا أؤيد تحركاً أكثر بطشاً». وأوضح أن «مشكلة داعش ليس بسيطة ولا تحل بإغلاق حدودنا أو في الصراخ على المنابر، هذه مسألة معقدة ذات جذور تاريخية وأعتقد أن الحرب ستكون طويلة». وبين كلينتون وترامب، رأى هايدن الذي عمل مع إدارات جمهورية وديموقراطية، أن خبرة كلينتون «تجعلها أكثر كفاءة في إدارة الأمن القومي الأميركي» ذلك أنه «بالنظر إلى ترامب وخطابه، ليس هناك أي رؤية متناسقة في السياسة الخارجية ومحاربة داعش». وأبدى هايدن مخاوفه من أن «الاعتداءات المستوحاة من داعش (التي تنفذها ذئاب منفردة) قد تحصل في أي لحظة، ولا أستبعدها قبل الانتخابات».