تعرض مكتب قناة «العربية» في بغداد لتفجير انتحاري بسيارة مفخخة اسفر عن مقتل اربعة وجرح اكثر من 13 معظمهم من حرس المكاتب، وأصيب في الحادث القيادي في «القائمة العراقية» سلام الزوبعي، نقل على اثرها الى احد مستشفيات العاصمة. ووقع الانفجار في التاسعة والنصف صباحاً في شارع الزيتون وسط بغداد حيث مكتب القناة وعلى مقربة من مكتب رئيس «القائمة العراقية» إياد علاوي وعدد من قادة القائمة. وقال الناطق باسم العمليات في بغداد اللواء قاسم عطا ان «انتحارياً يقود سيارة صغيرة تحمل علامة شركة «كورك» للاتصالات اجتاز البوابة الاولى للشركة الامنية الخاصة لحراسة مكتب قناة العربية ووصل الى نقطة الحراسة الثانية عند مقر مكتب القناة ليفجرها». وأوضح عطا ان «الانفجار اسفر عن مقتل اربعة اشخاص من عمال النظافة والحراس فضلاً عن اصابة عشرة آخرين بينهم بعض المارة وافراد القوات الامنية»، واكد ان «احداً من العاملين لم يصب بأذى». وأكدت مصادر في مكتب «العربية» مقتل عاملة تنظيف تعمل في المكتب منذ عام 2003 تدعى ام هيثم. وأشار عطا الى ان «قيادة العمليات حصلت على وثائق سرية تشير الى استهداف «القاعدة» وسائل الاعلام والقنوات الفضائية والصحافيين والاعلاميين». ولفت الى ان «التنظيم يهدف إلى جذب انتباه الرأي العام». وذكر مصدر أمني، أن نائب رئيس الوزراء السابق عضو «القائمة العراقية» سلام الزوبعي نقل الى مستشفى اليرموك بعد تعرضه لاصابات بسبب التفجير الانتحاري الذي استهدف مكتب قناة «العربية». وأكدت مديرة مكتب زعيم «القائمة العراقية» انتصار علاوي في اتصال مع «الحياة» ان مكتب علاوي ومقر اقامته في شارع الزيتون لم يتعرضا لأي أذى وان علاوي قام على الفور بزيارة مكتب «العربية» ونقل التعازي الى عائلات الضحايا وبعث ببرقية الى القائمين على القناة. واستبعدت ان «يكون الانفجار قد استهدف علاوي على رغم التهديدات الاخيرة التي تعرض لها» واعتبرت ان الحادث «يأتي ضمن مسلسل لاستهداف القنوات الاعلامية والصحافين في العراق». يذكر ان مكتب «قناة العربية» افتتح عام 2003 وتعرض لاعتداءات كثيرة. في 2008 نجا مدير المكتب جواد حطاب من انفجار عبوة وضعت في سيارته. وفي عام 2006، قتل سبعة اشخاص واصيب 20 في انفجار سيارة مفخخة استهدف مكاتب القناة التي كانت في حي آخر في العاصمة العراقية. كما اغتيل بعض العاملين في القناة منهم اطوار بهجت التي قتلت في شباط (فبراير) 2006 قرب سامراء (جنوب)، فيما اصيب بعضهم خلال محاولات اختطاف مثل جواد كاظم في حزيران (يونيو) 2005. وكانت وزارة الداخلية العراقية كشفت في حزيران معلومات تتعلق «بمجموعة ارهابية» تراقب عن كثب المكتب الواقع في منطقة الحارثية في غرب بغداد استعداداً لاقتحامه» وارسلت قوة لحمايته، قبل ان تقرر القناة اغلاق المكتب. وأدى انفجار أمس الى حدوث دمار شبه كامل في واجهة المقر وواجهات المنازل المحيطة به، واحدث حفرة كبيرة على بعد امتار من مدخل المقر. وقال اللواء جهاد الجابري، المدير العام لمكافحة المتفجرات ان «الانفجار وقع جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة كانت تحمل نحو 128 كلغ من مادة نترانت الامونيا، وأحدث حفرة قطرها ثلاثة امتار ونصف المتر وبعمق متر وعشرين سنتمتراً». واكد ان «الانتحاري عراقي من مواليد 1982، يعمل في شركة كورك للاتصالات». واتهم الجابري عناصر الامن قائلاً ان «السيارة وهي بيضاء اللون موديل 2008، لم تخضع الى تفتيش، أدخلها الحراس بإيعاز من احد الاشخاص الموجودين قرب مقر العربية». وأوضح أن «المتفجرات كانت موضوعة في وسط السيارة ولو حاول احد الحراس تفتيشها لعثر عليها بسهولة ولكن احدهم امرهم بالسماح لها بالمرور». وتابع «اعتقد ان احد العناصر متواطئ وان عملية التفخيخ وقعت في منطقة قريبة جداً في احد المنازل القريبة». يشار الى ان المواقع الجهادية المتطرفة تعادي العربية وتصفها في العديد من المواقع بال «العبرية». ويعد برنامج صناعة الموت الذي تعرضه منذ اربع سنوات اشد عدو لهذه المواقع، وهو ينتقل بين عدد من مناطق الصراع والمناطق الساخنة حول العالم ويعمل على رصد وتحليل ظاهرة الارهاب ويلتقي شخصيات انتمت لجماعات متطرفة أو شاركت في اعمال عنف. وتقيم العربية علاقات معقدة مع الحكومة العراقية التي تتهمها بالانحياز في تغطيتها للعملية السياسية في البلاد. واتهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي عام 2006 «العربية» بالتحريض على «العنف الطائفي» وأمر بإغلاق مكتبها شهراً في ايلول.