تراجعت أسعار النفط أمس، مع تجاهل المتعاملين محاولة الانقلاب في تركيا، وتحول اهتمام السوق للتركيز على عوامل أساسية تدفع السعر للنزول، في حين لقيت الأسعار بعض الدعم من تعطل الصادرات في ليبيا. وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 36 سنتاً إلى 47.25 دولار للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي 31 سنتاً إلى 45.64 دولار للبرميل. وأوضح كبير محللي السوق لدى «سي أم سي ماركتس» في سيدني ريك سبونر، أن السوق «تجاهلت الانقلاب». ورأى كبير محللي أسواق السلع الأولية لدى «أس إي بي» بيارن شيلدروب، أن ليبيا «لا تزال تلعب دوراً مؤثراً في توازن سوق النفط العالمية». وليل أول من أمس، أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية والصناعة السعودي خالد الفالح، أن بلاده «تتجاوب دائماً مع العرض والطلب في سوق النفط، وستواصل مراقبة أسواق الخام تحسباً لأي تطورات». وأعلن الفالح على هامش مؤتمر صحافي في مناسبة توقيع اتفاق بين الشركة «السعودية الوطنية للنقل البحري» (البحري) والشركة «العربية للاستثمارات البترولية» (أبيكورب)، لتدشين صندوق استثماري بقيمة 1.5 بليون دولار، يمكنه شراء 15 ناقلة نفط ضخمة، أن «سياستنا في المملكة هي متزنة وثابتة دائماً، ونحاول الحفاظ على استقرار الأسواق ومصالح المنتجين والمستهلكين»، مؤكداً أن «هذه السياسة لم تتغير». وقال «شهدنا خلال العامين الأخيرين زيادة في الطلب على نفط المملكة وتجاوبت معها شركة «أرامكو السعودية». وأشار إلى «توقيع اتفاقات مبدئية مع مستثمرين أجانب في شأن مجمع تصليح السفن وبنائها، الذي تطوره شركة «أرامكو» في رأس الخير، وستُوقع الاتفاقات النهائية في الأسابيع والأشهر المقبلة». ومن المقرر أن يدخل مجمع رأس الخير على الساحل الشرقي للمملكة حيز التشغيل بحلول عام 2021. وفي وقت سابق من العام الحالي، وقعت «لامبريل» و «أرامكو» و «البحري» و «هيونداي للصناعات الثقيلة»، اتفاق شراكة محتملة لإنشاء حوض بحري في رأس الخير يقدم خدمات الهندسة والتصنيع والتصليح، لمنصات الحفر البحرية والسفن التجارية وسفن المساندة البحرية. وكان الفالح أعلن أن المملكة «تنوي بناء مزيد من المدن الصناعية وتشغيل مجمع عالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير يغني البلاد عن واردات بقيمة 12 بليون دولار سنوياً، ويوفر 80 ألف فرصة عمل. واعتبر الفالح أول من أمس أن «السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم حري بها أن تملك أكبر شركة للنقل البحري، وأن يكون لديها أسطول مواز لحجم احتياطاتها من النفط الخام ومبيعات البترول». وأشار إلى أن «ناقلات «البحري» و «أبيكورب» ستساعد «أرامكو السعودية» على التجاوب مع متطلبات السوق، إلى جانب أسطول النقل البحري». وأوضح أن شركة النفط «تشحن نحو 20 في المئة من النفط العالمي المنقول بحراً». وأعلنت «البحري» والشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) في بيان، أن الصندوق الذي يطلق عليه اسم «صندوق أبيكورب - البحري لناقلات النفط»، سيكون مغلقاً لمدة عشر سنوات، وستكون عائداته «من خلال الإيرادات التجارية لناقلات النفط العملاقة المملوكة له». وأوضح البيان أن «البحري» ستتولى حصراً مهمات إدارة الصندوق تجارياً وفنياً، وستحوز حصة نسبتها 15 في المئة في الصندوق، بينما ستضطلع «إبيكورب» بدور المستثمر الرئيس ومدير الصندوق وتبلغ حصتها فيه 85 في المئة». وقال الرئيس التنفيذي ل «البحري» إبراهيم بن عبدالرحمن العمر، «في ظل أسطولنا الحالي المكون من 36 ناقلة نفط ضخمة، وأوامر بناء 10 وحدات جديدة مقرر تسليمها عامي 2017 و2018 ، إضافة إلى الناقلات ال 15 المقترحة في إطار هذا الصندوق، كل هذا سيجعل من «البحري» أكبر مشغل لناقلات النفط في العالم».