صدرت عن المركز القومي المصري للترجمة، الطبعة العربية من كتاب «حدائق الأراضي المقدسة... التراث البدوي والتاريخ الطبيعي في جبال سيناء الشاهقة»، من تأليف سامي زلط وفرنسيس غلبرت، ومن ترجمة سامي زلط، ورسوم أحمد غيث. تشير المقدمة إلى البحوث الميدانية التي أجراها المؤلفان مع البدو، والتي بيَّنت ثلاث سمات واضحة، وهي ثراء معارف البدو عن البيئة المحيطة بهم، غياب التوثيق لتلك المعارف المهمة، وسرعة اختفاء تلك المعارف تحت تأثير التوسع السياحي والتنمية. لذا، فمن المهم الحفاظ على تلك المعارف من أجل الأجيال المقبلة التي سترغب بلا شك في التعرف إليها. ومن المثير للاهتمام أن كثراً من الحجاج في الماضي قاموا بتسجيل تجاربهم خلال زيارتهم دير سانت كاترين، وسجلوا الكثير من الملاحظات عن البدو والمناظر الطبيعية التي رأوها. أما اليوم، فإن هذه التسجيلات قليلة جداً. وفق غلبرت، يعتمد بدو قبيلة الجبالية في حياتهم اليومية على ثلاثة عناصر مستمدة من بيئتهم، وهي النباتات والحيوانات البرية، الحيوانات الأليفة، والزراعة داخل بساتينهم وحدائقهم الخاصة. وتأسس نمط الزراعة الذي يستخدمونه منذ ما لا يقل عن 1500 سنة، وهو يمثل جزءاً كبيراً من تراثهم. لذا، فإن الهدف من هذا الكتاب هو محاولة تسجيل بعض هذه المعارف البيئية المهمة وتوثيقها. كما يؤكد الكاتب أنه يسعى إلى تقديم بعض العون لزوار هذه البقعة المقدسة وإعطائهم فكرة مسبقة عن ثراء النباتات والحيوانات وتنوعها في تلك المنطقة، وكذلك لإرشادهم إلى ما قد يشاهدونه أثناء ارتحالهم في سيناء. واستمُدت المعلومات الواردة في الكتاب من خلال العمل الميداني في هذه المنطقة لأكثر من 30 عاماً، وكذلك من الدراسات السابقة، أو من خلال إجراء المحادثات الطويلة مع بدو قبيلة الجبالية. ويؤكد غلبرت أن تلك المعلومات تعكس حقيقة تفسيره ورؤيته للأوضاع، علماً أنها تخص بدو قبيلة الجبالية دون غيرهم من بدو قبائل جنوبسيناء الأخرى، أو البدو في سائر الأنحاء. يذكر أن الكتاب اشتمل على قاموس بالأسماء العربية والكلمات المستخدمة في النص وملحق يسرد بالتفصيل المنهج المستخدم في إنجاز الكتاب نفسه. كما زُود الكتاب بقوائم النباتات والحيوانات مع أسمائها البدوية والعربية بحيث يسهل على القارئ فهم محتواه. سامي زلط، هو المشرف على مركز البحوث وقسم الأحياء في كلية العلوم والآداب بجامعة طيبة في السعودية، والمدير السابق لمركز أبحاث البيئة في سانت كاترين والتابع لجامعة قناة السويس. حاصل على دكتوراه في العلوم، وهو الباحث المصري الأول الذي يسجل لدرجة الماجستير في علم البيولوجيا انطلاقاً من بيئة شبه جزيرة سيناء بعد عودتها إلى مصر، كما أنه عمل خلال ال30 عاماً الماضية في تنفيذ دراسات وبحوث عن شبه جزيرة سيناء، وشارك في صوغ التقرير الخاص بإعلان منطقة سانت كاترين محمية طبيعية. أما فرنسيس غلبرت، فهو أستاذ علم البيئة المساعد في قسم العلوم البيولوجية بجامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، حاصل على دكتوراه في علم البيئة في جامعة كمبردج، ونشر ما يزيد على 125 بحثاً في مجال البيئة، وهو المؤسس والمحرر الرئيسي للمجلة المصرية للعلوم البيولوجية والمجلة المصرية للتاريخ الطبيعي.