شُيِّع شرطيان من خمسة قتلهم قنّاص في دالاس الأسبوع الماضي، فيما كرّر الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوته إلى ترسيخ الثقة بين الشرطة والسود في المجتمع. وكان ميكا جونسون، وهو جندي أسود سابق في الجيش الأميركي، قتل الشرطيين الخمسة، لرغبته في قتل شرطيين بيض، رداً على قتل قوات الأمن اثنين من السود الأسبوع الماضي. وخلال مرور موكب التشييع، توقف أميركيون تكريماً للشرطيَّين لورني أرنز (48 سنة) وبرنت تومسون (43 سنة). وحيّت الشرطية ديبي تايلور ذكرى «عملاق لطيف»، في إشارة إلى أرنز، كان «يبذل قصارى جهده ليكون الشرطي الأفضل والأكثر تماسكاً». ووصف الشرطي جوزف كايسر زميله تومسون بأنه «رجل عائلة» كان يتمتع بحس كبير من الفكاهة. وأظهر استطلاع وطني أعدّته شبكة «سي بي سي نيوز» وصحيفة «نيويورك تايمز» أن 69 في المئة من الأميركيين يعتقدون بأن العلاقات العرقية في الولاياتالمتحدة سيئة. وهذا الرقم هو الأسوأ منذ العام 1992، عندما قال 68 في المئة من الأميركيين ان لديهم هذا الشعور، تزامناً مع موجة غضب في لوس أنجليس بعد تبرئة شرطيين ضربوا الشاب الأسود رودني كينغ. وناقش أوباما خلال اجتماع مع ناشطين ومشرّعين وقادة في الشرطة، كيفية تجاوز الانقسامات بين الشرطة والسود واللاتينيين، داعياً إلى التكاتف وعدم الاستسلام لليأس والانقسامات. وحدّد خطوات يمكن أن تساهم في تحسين العلاقات بين الشرطة والمجتمعات الأهلية، بينها تحسين جمع المعلومات وتحديث تدريب الشرطة. وأضاف: «علينا القيام بمزيد من العمل معاً، في التفكير حول كيفية بناء الثقة في شأن التحقيق وتنفيذ العدالة، بعد استخدام الشرطيين القوة، خصوصاً القوة المميتة». ورجّح أن تكون هناك حاجة إلى تطوير إجراءات لضمان أن تجرى التحقيقات بفاعلية ونزاهة للجميع. في السياق ذاته، دعا أربعة من نجوم كرة السلة الأميركية، هم لوبرون جيمس ودواين وايد وكريس بول وكارميلو أنطوني، إلى إنهاء العنف في الولاياتالمتحدة. وحض جيمس على الاستفادة من ذكرى الملاك الأسطوري الراحل محمد علي كلاي «من خلال الدعوة إلى اتخاذ إجراء من جميع الرياضين المحترفين، لتثقيف أنفسنا، وشرح هذه القضايا، واستخدام نفوذنا ونبذ كل أشكال العنف». وسأل: «حان الوقت لكي ننظر إلى المرآة ونسأل أنفسنا، ماذا نفعل لإحداث التغيير»؟ وشدد وايد على وجوب «وقف التمييز العنصري، وعقلية إطلاق النار للقتل، وتجاهل قيمة أصحاب البشرة السوداء، والانتقام»، فيما نبّه أنطوني إلى أن «الضرورة الملحة للتغيير الكبير، هي في أعلى مستوى إطلاقاً». ويُعتقد بانتشار نحو 357 مليون قطعة سلاح في الولاياتالمتحدة، أي أكثر من عدد السكان البالغ 310 ملايين نسمة. ومعدل جرائم القتل بالرصاص فيها، مرتفع أكثر من أي بلد في العالم.