دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اختصر زيارته إسبانيا أمس، الى تسامح واحترام وتفهّم أكبر من الشرطة والأميركيين، فيما أغلقت السلطات مقرّ الشرطة في مدينة دالاس والمناطق المجاورة، ونشرت فرق التدخل السريع، بعدما تلقّت الشرطة تهديداً من مجهول ورصدت شخصاً مشبوهاً في مبنى. تزامن ذلك مع اعتقالات وصدامات بين الشرطة ومتظاهرين أغلقوا طرقاً رئيسة في مدن أميركية، في يوم ثالث من الاحتجاجات على قتل الشرطة الأسودَين فيلاندو كاستيل (32 سنة) في ولاية مينيسوتا وإلتون سترلينغ (37 سنة) في ولاية لويزيانا. تلا ذلك إقدام قنّاص على قتل خمسة شرطيين خلال تظاهرة سلمية في دالاس. وقال أوباما الذي سيزور دالاس اليوم: «أودّ من جميع الأطراف الاستماع إلى بعضهم بعضاً». وأضاف خلال لقائه رئيس الوزراء الإسباني المنتهية ولايته ماريانو راخوي في مدريد أن العنف ضد الشرطة من أي شخص قلق حول العدالة في النظام القضائي «يؤذي هذه القضية». وكرّر أن معظم الشرطيين في الولاياتالمتحدة ينجزون عملاً جيداً، وزاد: «الحفاظ على لهجة صادقة وجدية ومحترمة سيساهم في تعبئة المجتمع الأميركي لإحداث تغيير حقيقي». وتابع أن «من مصلحة الشرطيين أن تثق بهم مناطقهم». واختصر أوباما الزيارة الرسمية الوحيدة لإسبانيا، وهي الاولى لرئيس أميركي منذ 15 سنة، وعاد الى الولاياتالمتحدة بسبب التوتر العرقي. وقال الرئيس الأميركي خلال لقائه الملك فيليبي السادس «اعتقدت بأن مجيئي مهم جداً، نظراً الى الصداقة والتحالف الاستثنائيَّين» بين إسبانيا والولاياتالمتحدة. وقال لصحيفة «إلباييس» الإسبانية إن واشنطن حريصة على التمسك بصلات وثيقة مع «إسبانيا قوية وموحدة»، وزاد: «إسبانيا حليف قوي في الحلف الأطلسي، ونحن ممتنون لها كثيراً لاستقبال قواتنا المسلحة عشرات السنين». ورأى أن التقشف هو «عامل مهم يفسّر الإحباط والقلق الملموسين في عدد كبير من البلدان الأوروبية». وتابع أن الأوروبيين «يشعرون بأن اندماج الاقتصادات والعولمة لا يستفيد منهما الجميع في شكل عادل». في غضون ذلك، أغلقت السلطات مقرّ الشرطة في دالاس ومناطق مجاورة ونشرت فرق التدخل السريع، بعدما تلقّت دائرة الشرطة في المدينة «تهديداً من مجهول ضد قوات الأمن». ورصدت السلطات رجلاً يرتدي قناعاً أسود في مرآب للسيارات يقع خلف مقرّ الشرطة، لكنها لم تعثر على شيء بعد عملية تفتيش. أتى ذلك بعد ليلة ثالثة شهدت مسيرات في مدن أميركية، تنديداً بالممارسات العنيفة للشرطة ضد السود، نظمتها حركة «حياة السود مهمة» احتجاجاً على قتل ألتون سترلينغ وفيلاندو كاستيل برصاص الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا. واعتقلت الشرطة عشرات المشاركين في التظاهرات، فيما أغلق محتجون طرقاً رئيسة وألقوا مفرقعات وحجارة وزجاجات على شرطيين ردّوا مستخدمين غازاً مسيلاً للدموع ورذاذ فلفل ورصاصاً مطاطياً لتفريق التظاهرات، موقعةً جرحى. وكان الجندي السابق ميكا جونسون (25 سنة) قتل 5 شرطيين في دالاس، انتقاماً لمقتل السود.