تشهد إذاعة «مونت كارلو» وضع خطط وإجراء دراسات عدة في سبيل بلورة مشاريع عمل جديدة تهدف إلى تعزيز دور الإذاعة في العالم العربي، في إطار فلسفة الإعلام الخارجي الفرنسي. وفي هذا السياق، خطت الإذاعة أخيراً أول خطوة من نوعها تمثلت في دعوة عدد من مراسليها في قطر والسعودية والعراق وغزة وموريتانيا والمغرب والكويت والولايات المتحدة، إلى مقرها في باريس للمشاركة في ورشة عمل تهدف إلى الارتقاء بمستوى أداء المراسلين تحريرياً وتقنياً، ولترسيخ التواصل بينهم وبين المسؤولين عن الإذاعة. وقالت ناهدة نكد، رئيسة القسم العربي للوسائل السمعية - البصرية الخارجية لفرنسا، المديرة المساعدة للأخبار والبرامج في «مونت كارلو»، ل «الحياة» ان «الجديد الآن يكمن في الأهمية التي توليها الرئاسة والحكومة للإعلام الفرنسي الناطق بالعربية»، مشيرة إلى أن الإذاعة ركزت في إطار توجهها الجديد على تقديم الأخبار والمعلومات والترفيه في الوقت ذاته، وقد «طورت طريقة تقديم الأخبار والإلقاء وتنويع البرامج بعيداً من الفقرات المطولة، إضافة إلى تقديم مقتطفات من معلومات وأخبار مهمة خلال ساعات البث». وأشارت نكد إلى أن الإذاعة تقدم حالياً نشرات أخبار رئيسة وتذكيراً بالعناوين كل 15 دقيقة وموجزاً للأخبار كل 30 دقيقة، ثم تذكيراً بالعناوين وتقديماً للأخبار فور حدوثها، فضلاً عن برامج مباشرة تتيح التواصل مع المستمعين. وكشفت نكد أن موازنة «مونت كارلو» زيدت أخيراً «كي تنطلق انطلاقة جديدة، وإذا نجحنا... فسنزيد الموازنة أكثر وسيكون مدى الاستماع أوسع، كما سنستقطب إعلانات لتشكّل مصدر تمويل لنا أيضاً». وأوضحت أن ردود الفعل تفيد بأن «مونت كارلو» لا تزال اسماً رائجاً وإذاعة محبوبة في العالم العربي، «ونعمل ما في وسعنا لتعزيز تواصلنا وتقاربنا مع محبي الإذاعة، ولاستقطاب مستمعين جدد وخصوصاً من فئة الشباب». وأكدت سعي الإذاعة إلى نشر موجات «أف أم» في بلدان عربية عدة، وقالت: «بدأنا البث عبر موجة أف أم في الإمارات، وعززنا وجودنا في هذا الإطار في الأردن والأراضي الفلسطينية»، مشيرة إلى أن بلداناً عربية كثيرة لا تسمح لإذاعات خارجية بالبث عبر موجات «أف أم». وتمنت أن تكون ل «مونت كارلو» موجات «أف أم» في السعودية والمغرب العربي وسورية ومصر، لكونها بلدان مهمة، «خصوصاً في زمن حرية الصحافة والفضائيات التي تقدم المعلومات بكثافة. وليس لإذاعتنا مشاريع سياسية أو دينية». وأكدت نكد حرص «مونت كارلو» على تطوير مهارات مراسليها، «ونحن حريصون على التواصل معهم، ودعوناهم إلى باريس لنلتقي ونتواصل معهم، وليتواصلوا معنا وليقدموا الأخبار والتقارير والريبورتاجات وفق الطريقة والأسلوب والعقلية المتبعة في مقر الإذاعة في باريس، إضافة إلى الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية وحرية الرأي». وفي هذا السياق، لفتت نكد إلى أن «الحكومة الفرنسية تمول «مونت كارلو» كغيرها من الإذاعات الفرنسية، فلا تخضعها لأي ضغوط بل توفر لها حرية كاملة».