من حق الأندية تسويق لاعبيها بالمبالغ التي تقيم بها شأنها، وهي تعاني جفاف ينابيع الدعم المادي سواء من قبل الجماهير أو أعضاء الشرف ورجال الأعمال. لكن السؤال الملّح هو، كيف تستثمر هذه الملايين في البقاء في ساحة المنافسة؟ الواقع يقول إن كل من فرط في لاعبيه بخاصة النجوم الذهبية كان في وضع مأسوي يصارع ويترنح، ثم يودّع في كل مسابقة يخوضها وعلى شفا الهبوط ينتظر نتائج مباريات غيره علها تحمل له أملاً في البقاء حتى تنقذه العناية الإلهية بقرار يبقيه. فتكون تلك بطولته الموسمية، الاحتفال بالبقاء (ونعم الطموح). الملايين التي قبضها مسيرو هذه الأندية، وهم يزفون أبرز لاعبيهم ويدعمون عودة غيرهم، وينسون أنفسهم لاهي جلبت لاعبين على ذات المستوى، يسندون الفريق، ولا سدت الضائقات المالية المتوالية، بل أسهمت في أن يراوحوا مكانهم موسماً بعد آخر إن لم يتدهور إلى الأسوأ كأنهم رضوا أن يكونوا مع «الخوالف». أندية الوسط ستبقى في الوسط هذا هو طموحها ما دام هذا تفكير من يقودها. وإلا فما الفائدة التي عادت على الاتفاق من إعارة عبدالرحمن القحطاني ثم الرهيب للاتحاد سابقاً؟. ومن حل مكانهما وأضاف وهجاً للفريق. وكان له دور في عودة فارس الدهناء لساحات المنافسة، لا أجد موسماً اتفاقياًَ سيئاً امتداداً لما قبله، والقادم أسوأ في ظل قرار الانتقال النهائي لهما للنصر والاتحاد. وملايين السهلاوي والخيبري وقبلهما السالم والعمري ماذا فعلت لإنقاذ القادسية من شبح الهبوط الذي لازم الفريق حتى الرمق الأخير، لاشيء، والحال ذاته ينطبق على الرياض والطائي اللذين باعا لاعبيهم بأثمان بخسة نتج عنها استمرار الهبوط في غياهب الأولى والثانية والسجن المؤبد في زواياها. عندما تضطر الأندية لبيع أو إعارة لاعبيها يجب أن تستثمر هذه الصفقات في بقاء الفريق صامداً لا يتأثر أو تهتز نتائجه لكن أن ينهار ويتهاوى فتلك صفعات متوالية في وجه المشجع الذي يحترق وهو يرى تفريغ النادي من النجوم مع تدهور نتائجه بحجج واهية وضائقات مالية لم تفرج ولم تسهم في جلب لاعبين فكانت لعنة دفع الفريق ثمنها. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الأندية تقوم أساساً على سد احتياج غيرها وإعادة تأهيله؟ أم أنها مستقلة في إرادتها ولها طموح الذهب والكوؤس؟ أشك في ذلك لأن الواضح أنها قطع غيار أصلية ليس إلا.