تسعى كتلة «الائتلاف العراقي الموحد» (الشيعية) الى تجاوز الخلافات بين مكوناتها واعادة رص صفوفها من جديد في محاولة للاحتفاظ بالغالبية البرلمانية في الدورة الانتخابية المقبلة. وتتباين وجهات نظر اطراف «الائتلاف» حول سبل تطبيق ذلك، إذ فيما يشترط متحالفون مع رئيس الوزراء نوري المالكي وتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر انشاء «كتلة وطنية» وتغيير الاسم الحالي والتخلي عن الدعوة الى الفيديرالية تدرس كتلة «الفضيلة» عرض «المجلس الأعلى الاسلامي العراقي» لإعادة إحياء «الائتلاف». وكان «الائتلاف « عقد اجتماعا أمس للبحث في رسالة زعيم «المجلس الاعلى» ورئيس «الائتلاف الموحد» عبدالعزيز الحكيم التي وجهها أول من أمس الى كل أعضاء «الائتلاف» ودعاهم فيها إلى استئناف عقد جلساته، وأعلن فيها تكليف القيادي في حزبه النائب همام حمودي بتشكيل الائتلاف الجديد. وقال حمودي في تصريح صحافي أمس ان «الاستمرار بنهج الانفتاح على جميع المشاركين في العملية السياسية والمؤمنين بها وتفعيل الائتلاف الحالي وتشكيل الائتلاف المقبل هي أبرز الامور التي سندرسها». واضاف ان «الائتلاف ناقش قضايا عدة منها توسيع الائتلاف». وأكد ان «إجماع قوى الائتلاف الموحد على ضرورة تفعيله وترتيب أوضاعه والحفاظ على الانجازات التي تحققت كانت وراء دعوة زعيمه عبدالعزيز الحكيم لاستئناف اجتماعات الائتلاف». لكن هذا الإجماع الذي يتحدث عنه حمودي دونه تحديات، إذ اشترطت كتلة رئيس الوزراء في «الائتلاف «والمكونة من «حزب الدعوة /المكتب المركزي» و «حزب الدعوة/تنظيم العراق»، ومجموعة من المستقلين، اعتماد توجهات المالكي وبرنامجه الانتخابي الذي اعلنه في انتخابات مجالس المحافظات وإنهاء الدعوة الى الفيديرالية كأساس لتفعيل الائتلاف الحالي وتشكيل ائتلاف جديد. وذكر النائب سامي العسكري المقرب من رئيس الوزراء، ل «الحياة» ان «التوجه هو لإعادة الائتلاف لكن على اسس اخرى. ونحن نسعى لإعادة مكوناته الاساسية مع الانفتاح على جميع القوى الاخرى». وقال: «نريد تشكيل ائتلاف وطني عراقي يضم جميع الاطياف العراقية، كما اننا لا نريده ائتلافا اسلامياً فقط، بل ايضا يضم قوى علمانية وليبرالية»، مبيناً انه «يجب الأخذ في الحسبان أحجام الاحزاب كما افرزتها الانتخابات المحلية الماضية لانها اظهرت القاعدة الجماهيرية لكل حزب». واضاف ان «الائتلاف الذي نريد تشكيله يجب ان يتفق مع البرنامج الوطني والسياسي الذي طرحه المالكي خلال انتخابات مجالس المحافظات». ودعا «المجلس الاعلى» الى «قراءة الواقع السياسي الجديد وتوجهات الرأي العام وارادة الشعب العراقي الذي اظهر انه مع عراق قوي وضد الفيديرالية بالمفهوم الذي يطرحه المجلس». وزاد «اذا أصروا على موقفهم قد لا يكونون جزءاً من القائمة التي يسعى المالكي الى تشكيلها، لا سيما اننا لن نقبل بفيديرالية تقسم العراق الى كانتونات قومية وطائفية». وعن القوى السنية والكردية التي يسعى «الائتلاف» الى ضمها، اوضح العسكري انه «ليس بالضرورة ضم احزاب وانما شخصيات لها ثقلها الجماهيري والتي تتفق مع برنامجنا الوطني»، لافتاً الى وجود «الكثير من زعماء العشائر والكفاءات اعلنت استعدادها للانضمام لأي قائمة يقودها المالكي». وكان «الامين العام لحركة «صحوة العراق» الشيخ احمد ابو ريشة قال ان حركته «قريبة جدا من الرؤى والافكار ووجهات النظر التي يطرحها المالكي في القضايا التي تهم الشارع العراقي»، مبينا انه يدرس «كل الوسائل لاقامة تحالف سياسي مع المالكي». وأوضح «نحن نلتقي مع المالكي في كل شيء. فالصحوة ضربت القاعدة وقضت عليها، وفي الوقت ذاته ضرب المالكي الميليشيات وحرر العراق من شرها. ونحن نتفق مع المالكي في الثوابت والقضايا الوطنية كافة». ويرى مراقبون ان طرح «حزب الدعوة « لتشكيل «ائتلاف وطني عراقي» يلتقي مع دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ومحاولة لكسب الصدريين وضمهم الى قائمة يقودها المالكي. وكان مقتدى الصدر دعا الى تغيير اسم «الائتلاف العراقي الموحد» الى «الائتلاف الوطني العراقي الموحد» واعادة تشكيله بحيث يضم جميع الاطياف العراقية، محملا رئاسته كل الاشكاليات والانشقاق الذي تعرض له. واستبعد النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي عودة التيار الصدري الى «الائتلاف»، مؤكدا «اننا لن نبقى في ائتلاف طائفي»، لكنه قال ل «الحياة» ان «الائتلاف اذا ضم كل مكونات الشعب العراقي وخرج من اطاره الطائفي ووضعت آلية معينة لاختيار رئاسته، إما بالانتخاب او بشكل دوري بين كل مكوناته، قد نفكر في العودة اليه». واضاف ان «الاصلاح يجب ان يشمل وضع آلية لاتخاذ القرار تراعي حجم كل كتلة»، مشيرا الى انه «يجب اعتماد برنامج سياسي حقيقي وملزم لكل الكتل». من جهته طالب «حزب الفضيلة» بتغيير آليات تشكيل «الائتلاف»، وقال النائب عن «الفضيلة» محمد الحميداوي في تصريحات صحافية انه يدرس «دعوة الحكيم لإعادة تشكيل الائتلاف ويقرر بعد ذلك موقفه منها». وأضاف «نحن في حزب الفضيلة نطمح بأن يعمل توجه الائتلاف السياسي الجديد على انضمام اكبر قدر ممكن من الاطياف المختلفة للمجتمع العراقي».