نيودلهي – أ ف ب، رويترز – أكد المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك في نيودلهي أمس، حق الهند في الاضطلاع بدور لإرساء الاستقرار في أفغانستان. وقال: «ندرك الدور المركزي للهند في المنطقة. ومن الخطأ النظر إلى العلاقات الأميركية المتنامية مع باكستان على أنها مؤشر على تقلص الدور الهندي. والحقيقة أن ذلك من مصلحة الهند». وأشار هولبروك إلى صعوبة تجاهل نفوذ باكستان بالنسبة لأي حل للحرب في أفغانستان «بسبب تأثيرها في قيادة طالبان، لكنها ليست الدولة الوحيدة المعنية». ويعتبر إحداث توازن بين مصالح الهند وباكستان اللتين تتنافسان منذ سنوات على النفوذ في أفغانستان تحدياً للولايات المتحدة، في وقت تخشى الهند أن تعزز الخطة الأفغانية التي أيدها الغرب لكسب ود صغار المقاتلين في «طالبان» تأثير باكستان في عملية السلام بأفغانستان، وأن تؤدي في النهاية إلى تولي «طالبان» السيطرة بعد انسحاب القوات الأجنبية. وقبل لقائه هولبروك في نيودلهي، أبدى رئيس قيادة أركان القوات الأميركية الأميرال مايكل مولن خشيته من شن متطرفين هجمات جديدة في الهند تشبه تلك التي شهدتها مدينة بومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، بهدف إشعال حرب مع باكستان. ودعا مولن الى التركيز على تأكيد أن هجمات بومباي لن تتكرر، «خصوصاً انها أظهرت أن مجموعة صغيرة من المتطرفين يمكن أن تحدث تأثيراً استراتيجياً وتدفع قوتين نوويتين الى الحرب». وأضاف: «لم يؤد الأمر بهما الى شفير الحرب، لكنهما كانتا أقرب الى ذلك»، بعدما اتهمت الهند جماعة «عسكر طيبة» المتشددة في باكستان بالوقوف خلف الهجمات، مشيراً الى أن «عسكر طيبة» بدأت تشكل تهديداً إقليمياً أكبر يتجه نحو العالمية «في تطلعاتها على الأقل». وفيما صرح وزير الداخلية الهندي جي كي بيلاي أخيراً بأن أجهزة الاستخبارات الباكستانية تورطت في الهجمات، أقرّ مولن بوجود خلافات مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية. وقال: «تطلب الولاياتالمتحدة أحياناً توضيحات من الاستخبارات الباكستانية في شأن سبب تنفيذ بعض الأمور، ونختلف معها في التفاصيل»، علماً أن مولن سيزور باكستان بعد انتهاء زيارته للهند التي سيسعى فيها الى تعزيز العلاقات مع القوات المسلحة الهندية التي نظمت مزيداً من التدريبات المشتركة مع القوات الأميركية خلال الأعوام الثمانية الماضية. وتشمل محادثاته أيضاً الحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة في أفغانستان، وخطط كابول للمصالحة مع المعتدلين من «طالبان». وقال: «المنطقة كلها يمكن أن تضطلع بدور في جهود المصالحة، وبينها الهند التي ليست مجرد متفرج معني بالأمر»، علماً أن باكستان تتهم الهند بالتدخل في أفغانستان، فيما عرضت التوسط في محادثات مع «طالبان» وشركائهم. على صعيد آخر، عينت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون بينيت رئيساً جديداً لجهازها القومي السري (ان سي اس) خلفاً لمايكل سوليك الذي تقاعد. وتولى بينيت الذي بدأ العمل في «سي آي أي» عام 1981، منصب رئيس مكتب الوكالة في إسلام آباد، حيث قاد عملية «تحسين كبير» في العلاقات مع الباكستانيين، علماً انه عمل أيضاً على تعزيز قصف طائرات من دون طيار مواقع مزعومة لإرهابيين، ما أسفر عن مقتل زعيم «طالبان باكستان» بيعة الله محسود صيف 2008. وأشاد مدير «سي آي أي» ليون بانيتا انه بقدرات بينيت الكبيرة في العمليات الاستخبارية على صعيد التجسس والتحركات السرية، ووجوده في الصف الأول في محاربة تنظيم القاعدة وحلفائها المتشددين».