قام وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة نادرة إلى إسرائيل وصفت ب «الدراماتيكية» و «المفاجئة»، دعا خلالها إلى استئناف جهود السلام مع الفلسطينيين، مشدداً على أن حل الدولتين ليس «بعيداً». ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالجهود المصرية لحل الصراع، وكرر دعوته الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، معتبراً أنها «الطريق الوحيد المقبول لحل الصراع». وقال شكري في مؤتمر مشترك مع نتانياهو قبيل اجتماعهما في القدس: «لم يعد مقبولاً الزعم بأن الوضع الراهن هو أفضل ما يمكننا تحقيقه من آمال وتطلعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي»، معتبراً أن الوضع في الشرق الأوسط أصبح خطيراً على خلفية الإرهاب وأمور أخرى. وأوضح: «زيارتي تأتي في إطار رؤية الرئيس (عبدالفتاح) السيسي لإحلال السلام بين الطرفين. بسبب استدامة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي ساء وضع الفلسطينيين أكثر، والهدف يبقى إيجاد حل لهذا الصراع عن طريق المفاوضات»، مستذكراً في حديثه المبادرة المصرية للسلام. وأكد أن «إسرائيل ملتزمة حل الدولتين، ومستعدة للمساهمة في تحقيق هذا الهدف، على أن يكون الحل عادلاً». وأوضح: «زيارتي تأتي فيما الشرق الأوسط في مفترق طرق مصيري... الصراع يتواصل ويجبي الضحايا ويبدد آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، كما تُبدد آمال ملايين الإسرائيليين بالعيش بسلام وأمن». وأضاف: «الزيارة تندرج ضمن المسؤولية الملقاة على مصر تجاه شعوب المنطقة، وأي تقدم نحرزه سيكون له تأثير دراماتيكي وإيجابي على المنطقة برمتها». وتطرق إلى ادعاءات إسرائيلية بأن أكثر ما يمكن التوصل إليه في الوقت الراهن هو الحفاظ على الوضع القائم (ستاتوس كوو)، وقال إن «هذه الادعاءات ليست مقبولة، وحل الدولتين قابل للتطبيق، وهناك مبادرات دولية، بينها المبادرة العربية التي تحاول أن تجعل من الحل واقعاً». وكرر نتانياهو التزامه حل الدولتين، ودعا الفلسطينيين إلى أن يحذوا حذو مصر والأردن اللتين توصلنا معهما إلى سلام من خلال المفاوضات المباشرة، مضيفاً أن اتفاق السلام مع مصر يشكل حجر الزاوية للاستقرار في المنطقة. في غضون ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية في رام الله ل «الحياة» عن جهود مصرية لبلورة مبادرة سياسية جديدة تهدف إلى إعادة إحياء العملية السياسية. وقالت إن الرئيس المصري عرض ملامحها على الرئيس محمود عباس خلال لقائهما في أيار (مايو) الماضي، وتبدأ بلقاء قمة يجمع عباس مع نتانياهو للبحث في شروط إعادة إحياء عملية السلام. وأضافت أن عباس طلب «باروميتر» لأي عملية سياسية تبدأ بوقف الاستيطان وإطلاق أسرى ما قبل اتفاق أوسلو. وأوضح مسؤول فلسطيني أن الرئيس المصري ينسق جهوده مع عدد من الدول العربية، خصوصاً الأردن، وأن المقاربة المصرية تقوم على التغيرات والاصطفافات التي تشهدها المنطقة، في ضوء الحرب على الإرهاب والسياسات الإيرانية الهادفة إلى توسيع النفوذ الإيراني في الدول العربية، خصوصاً الخليج العربي وسورية ولبنان. وفي القاهرة، أثارت زيارة شكري لإسرائيل ردود أفعال واسعة، إذ أعلن برلمانيون أنهم سيستدعونه إلى مجلس النواب لمعرفة أسباب الزيارة المفاجئة ونتائجها. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد لخص أهداف الزيارة بالقول إنها تعنى بالتركيز على القضية الفلسطينية وكيفية تفعيل قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات والتفاهمات التي سبق أن توصل إليها طرفا النزاع، ووضع أسس ومحددات لتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيداً لخلق بيئة مواتية داعمة لاستئناف المفاوضات المباشرة بينهما بهدف الوصول إلى حل شامل وعادل ينهي الصراع.