يقوم الرئيس بشار الأسد بداية الأسبوع المقبل ب «زيارة رسمية» لمينسك لإجراء محادثات مع رئيس روسياالبيضاء (بيلاروسيا) الكسندر لوكاشينكو يتوقع أن تتناول المستجدات الإقليمية والدولية وتعزيز العلاقات الثنائية. ويرافق الرئيس الأسد في زيارته وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزراء شؤون الرئاسة منصور عزام والاقتصاد لمياء العاصي والصناعة فؤاد الجوني ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة. وعلم أن برنامج الزيارة، وهي الأولى للرئيس السوري لمينسك، يتضمن مراسم استقبال رسمية وجلسة محادثات مع لوكاشينكو، إضافة الى توقيع مسؤولين في البلدين عدداً من الاتفاقات ومذكرات تفاهم وبرتوكولات تعاون بين البلدين تتعلق بالتعاون في مجالات الاتصالات والمعلوماتية والتعليم العالي والطاقة والزراعة والإسكان. كما يتضمن برنامج الزيارة لقاء الرئيس الأسد مع رئيسي البرلمان والحكومة في بيلاروسيا وعشاء رسمياً. وكان لوكاشينكو زار دمشق مرتين في عامي 1998 و2003، وبحث في زيارته الثانية في «سبل تطوير وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة، خصوصاً الاقتصادية والتجارية وإقامة المشاريع والشركات المشتركة، إضافة الى الأوضاع في الشرق الأوسط والعراق وقضايا دولية». وقال وقتذاك إن العلاقات بين سورية وروسياالبيضاء «ستتطور في شكل مستمر»، مشيراً الى أن هناك «طاقات وإمكانات ما زالت كبيرة غير مستثمرة، وسنعمل على إيجاد آفاق جديدة للتعاون بين البلدين في المجالات المختلفة». وسيعقد في إطار الزيارة منتدى اقتصادي بمشاركة أكثر من 130 رجل أعمال سوري ونظرائهم في بيلاروسيا للبحث في إقامة تعاون بين القطاع الخاص في البلدين. وكانت وزيرة الاقتصاد السورية قالت ل «الحياة» إن سورية تبحث في الدخول في مفاوضات لإقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الجمركي الذي يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، إذ إن ذلك كان أحد المواضيع التي بحثت خلال زيارتها موسكو قبل زيارة الرئيس ديمتري ميدفيدف لدمشق في أيار (مايو) الماضي. وكان سفير بيلاروسيا اوليغ برمولوفيتش قال في تصريحات نشرت في دمشق أن «هناك صفات مشتركة كثيرة بيننا وبين سورية. فنحن دولة ترانزيت مثلما هي سورية أيضاً. وفي مجال ترانزيت الطاقة أيضاً بيلاروسيا أهم ممر ترانزيت للغاز والنفط والبضائع الأخرى إلى أوروبا أيضاً، وكذلك سورية ممر ترانزيت مهم في المنطقة من طريق السكك الحديد والطرق وخطوط الأنابيب»، لافتاً الى وجود «آفاق ونيّات جدية للتعاون في هذا المجال، وأن نجاح تنفيذ مثل هذه المشروعات سيؤثر في التطور الاقتصادي للبلدي». وتطرح سورية رؤية استراتيجية لربط خطوط الغاز والنفط والطاقة والنقل بين البحور الخمسة: الأبيض المتوسط، والأحمر، وقزوين، والأسود، والخليج العربي، كما انها تسعى الى تطوير علاقاتها مع كتل اقتصادية في العالم، بينها بدء مفاوضات للانضمام لمنظمة التجارة العالمية. وكان الرئيس الأسد قام نهاية الشهر الماضي بزيارات لفنزويلا وكوبا والبرازيل والأرجنتين، في أول زيارة لرئيس سوري لأميركا الجنوبية. وعلم أن الأرجنتين والبرازيل أيدتا بدء سورية توقيع اتفاق مع تكتل «ميركوسور» الذي يضم هاتين الدولتين ودولاً أخرى في القارة.